كيفية الإصلاح بين الأخ لأب وامرأة أبيه

0 506

السؤال

مشكلتي تكمن في أن أخي -من أبي- وأمي غير متفقين على الإطلاق.
في البداية: عائلتي مكونة من 7 أفراد، 4 أخوة وأخت، واثنين من الإخوة من أبي متزوجين ولهما أولاد، وكل منهما يعيش في منزله الخاص به، ولكن المشكلة بدأت عندما تزوج أخي الذي صارت المشاكل بينه وبين أمي، حيث إنها لم تكن موافقة على هذه الزوجة ولكن في النهاية رضخت للأمر الواقع ووافقت، الأمر الذي ولد حساسية بينها وبين أخي، كانت في البداية سطحية مع بعض التراكمات من التلميحات والمشاكل اليومية، الأمر الذي ولد حساسية أكثر، هنا تدخل والدي لحل سوء التفاهم أو عدم تطابق الآراء بالأصح في كثير من الأشياء، وزال التوتر إلى حد ما، ولكن الهدوء سرعان ما اختفى وبدأت المشاكل من جديد، والغريب أنها كانت في معظم الأحوال بين أمي وأخي وليس مع زوجة أخي التي من المفترض أن تكون السبب الرئيس في المشاكل، وتوافق ذلك مع سفري أنا وأخي الأكبر للدراسة بالخارج في نفس الفترة تقريبا، وفي هذه الفترة تأزمت الحالة المادية لوالدي إلى حد كبير، الأمر الذي جعلني أنا وأخي الأكبر نقوم بإرسال مساعدات لوالدي؛ لأن أخي الذي ما زال في البلاد لم يحرك ساكنا لمساعدته، حسب ما تراءى لي كنوع من رد الفعل تجاه والدتي، علما بأن حالته المادية ميسورة جدا، المهم: الآن الوضع بين أخي وأمي بشكل خاص ومع العائلة بشكل عام متأزم، ولكن اليوم اتصلت بأخي الذي في البلد وتحدثت معه في الموضوع بشكل عام، فقال لي بأنه يريد أن يشعر بأن له أهل وأنه يريد من أهلي على الأقل أن يزوروه في بيته، الأمر الذي أعرف بأنه صعب أن تقتنع أمي بفعله، خاصة بعد العديد من الآلام والجراح المتبادلة من الطرفين، فبالله عليكم دلوني على طريقة أستطيع أن ألم بها الطرفين وأن تعود الحياة إلى بيتنا الذي أصبحت لا تحوم حوله إلا المشاكل، أرجوكم دلوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمعة المذكور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يوفقك في الصلح بين أخيك وأمك، وأن تعود الفرحة والبهجة إلى منزلكم العامر.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فهذه المشاكل تبدو طبيعية في مثل ظروفكم، وإن كانت تختلف في صورها ومظاهرها من أسرة لأخرى، وذلك مرده غالبا إلى الحساسية التي تحدث من الأبناء لزوجة أبيهم، خاصة عند تقدم السن والشعور بإمكانية الاستغناء غالبا عن الأسرة والاستقلال عنها، ولا يلزم أن يكون ذلك من الجميع أو في جميع الأسر، ولكن حدوثه في مثل حالتكم وارد وبكثرة، ولذلك يقول المثل الشعبي: زوجة الأب خذها يا رب. رغم أنها قد تكون أفضل من بعض الأمهات، ولولاها لما وصل الأبناء إلى ما وصلوا إليه، إلا أن هذا هو السائد والغالب مع الأسف، لقد قدمت هذه المقدمة فقط لإشعارك بأن الأمر طبيعي ويحتاج إلى فترة طويلة للعلاج أحيانا؛ نظرا لتراكمات السلبيات عبر السنين مع اختلاف وجهات النظر وعدم إظهارها فيما سبق.

لذا عليك للإصلاح أن تبدأ أولا بأخيك؛ لأن والدتك هي والدته أو في منزلتها، وليس من اللائق أبدا أن يعتذر الكبير للصغير أو أن يذهب إليه ليستعطفه خاصة من الأم لوحدها، فحاول إقناع أخيك ولو عن طريق بعض الشخصيات المؤثرة، وانقل إليه كلاما طيبا عن أمك وعن مدى فرحتها بعودة المياه إلى مجاريها، وبين له منزلتها عند الله وأنها في مقام الأم، وليس من اللائق أن تأتيك هي لتطلب عفوك، وأنت لا ترضى هذا، إلى غير ذلك من الوسائل المعروفة، وفوق ذلك عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يعينك في أداء مهمتك، وأن يشرح صدر أهلك لقبول الصلح، وأن يعود الحب والوئام إلى ربوع أسرتكم، واعلم أن من أصلح بين متخاصمين فقد وجب له أجر شهيد.

وبالله التوفيق.



مواد ذات صلة

الاستشارات