السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ 3 سنوات تقريبا، أعيش بهناء مع زوجي والحمد لله، لكنني أعاني من العصبية والغضب الشديدين، حيث أني أثور لأتفه الأشياء، ومع ذلك سريعة الهدوء، ولكن أريد حلا لأتخلص من العصبية والغضب، حيث أن زوجي دائما يقول لي بأن عصبيتي وغضبي هما علتي، وبدونهما لا يوجد أحد أفضل مني.
ساعدوني بحل معقول، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة العزيزة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يهدينا لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
أرجو أن تحمدي الله على العيشة الهنيئة مع زوجك، والصواب أن يجتهد الإنسان في تدارك الجوانب السلبية وينمي جوانب الخير، وسوف تختفي الصفات السيئة مع كل صفة حسنة نكتسبها، وإذا عجز الإنسان عن تغيير الصفة السيئة فعليه أن يوجهها للخير، فيجعل غضبه لله وذلك عندما تنتهك حرمات الله.
لأن الغضب من الشيطان فإن علاجه يكون بالاستعاذة بالله من الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى غضبانا: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد)، ويتخلص الإنسان من الغضب بذكر الله، والوضوء، والصلاة، وتغيير الهيئة والخروج من الحجرة التي غضب فيها مثلا، وتجنب الأشياء التي تدعوه للتوتر.
قبل هذا يجب أن نبحث عن أسباب هذه العصبية، فقد تكون العلة هي المرض، فبعض الأمراض يتضايق صاحبها، وقد يكون السبب هو الجوع الشديد أو العطش والتعب، أو كثرة العمل، وقد يكون السبب هو التوسع في الخلطة والمزاح، أو الهموم والمشاكل في العمل أو مع الجيران.
المؤمنة ترضى بقضاء الله وقدره، وتخالط من تذكرها بطاعة الله إذا نسيت وتعينها على الخير إذا ذكرت، وتجتهد في التوجه إلى الله وتحرص على البعد عن المعاصي فللمعاصي شؤمها وآثارها.
لا شك أن معرفة الإنسان بأضرار الغضب على صحته وعياله مما يعينه على ترك العصبية والغضب، ولذلك كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي: (لا تغضب)، والشيطان ينال من الغضبان ما يريد والعياذ بالله، ومعظم الأمور التي تغضب فيها تافهة وحقيرة، ولذلك يجب أن نفكر في هذه الأمور التي تعكر على الإنسان حياته، والصواب أن يغضب الإنسان إذا انتهكت حرمات الله، ولكن في غير هذا يعود نفسه الصبر والتصبر ومن يتصبر يصبره الله، والإسلام يجعل الإنسان القوي حقيقة هو الذي يملك نفسه عند الغضب، وبشر من يكظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه بأرفع المنازل فقال: (دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء)، ومدح المتقين فذكر من صفاتهم (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) [آل عمران:134].
مما يعين الإنسان على التخلص من العصبية الزائدة الإكثار من ذكر الله، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ودراسة سير الصالحين الصابرين، واللجوء إلى الله والإكثار من النوافل، وشغل النفس بالطاعات، قال تعالى: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون)[الحجر:97]، فما هو العلاج؟ (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)[الحجر:98-99].
علينا أن نتذكر العواقب السيئة للغضب، فكم من رجل قتل نفسا أو هدم بيتا أو أحدث جرما عظيما ندم عليه، لأنه خالف التوجيه النبوي المختصر: (لا تغضب).
ونسأل الله العظيم أن يرفع عنك سلطان الغضب والعصبية، وأن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه.
وبالله التوفيق.