السؤال
عمري 26 سنة، معلمة، تقدم لخطبتي شابان ورفضتهما؛ لأنهما يدخنان، وتقدم الثالث هذه الأيام وعرفت عنه معلومات مبدئية لا بأس بها، لكنه أيضا مدخن، لكن والدته تقول أن تدخينه فقط منذ سنتين لأنه ابتعد عن أهله بحكم الوظيفة فأحس بالفراغ والضيق لذلك لجأ للتدخين، فما رأيكم هل أتنازل عن شرطي وأقبل؟ فشروطي هي المحافظة على الصلاة وعدم التدخين، لكن ما يضايقني هو هاجس العنوسة، مع العلم أن مستواه التعليمي ثانوي وأنا جامعية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ أطياف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح شبابنا وشباب المسلمين، وبعد:
فبشرى لك بهذا الحرص على الصلاة والخير، فإن الدين هو الذي يبقى وبه ينصلح كل اعوجاج، فالمال يمكن أن يذهب والعافية قد تسلب، ولكن الصلاح هو الذي يبقى بل ويتوارث بإذن الله وتنال الذرية من بركاته وآثاره قال تعالى: (( وكان أبوهما صالحا ))[الكهف:82].
وأرجو أن تقبلي بصاحب الدين وتجتهدي في مساعدته في التخلص من الذنوب والمعاصي، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والمرأة لها تأثير كبير على الرجل فهي التي تحضه على الخير والفلاح، وقد تدعوه للفسوق والعصيان، فتكون والعياذ بالله عدوا له قال تعالى: (( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ))[التغابن:14].
وتأكدي من أن حرصك على الخير وتوجهك إلى الله ومسارعتك في الخير سوف تصلح لك زوجك، قال تعالى: (( وأصلحنا له زوجه ))[الأنبياء:90] لماذا؟ (( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ))[الأنبياء:90].
وطبعا الغربة والضيق والمشاكل التي تقابل الإنسان في الحياة ليست عذرا مقبولا أو سببا يسوق شرب الدخان، وهذا فهم لابد أن نصححه، بل إن أحسن دواء للأزمات هو الحرص على رضى رب الأرض والسماوات، والدخان معصية والمعاصي هي سبب كل شقاء وبلاء قال تعالى: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ))[الشورى:30].
وأرجو أن تستخيري الله في أمرك، ولأهمية الاستخارة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وقال لهم : (إذا هم أحدكم لأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة....)، والمؤمنة تستخير ربها وتستشير أرحامها وصويحباتها، ثم تقرر ما ينشرح لها صدرها ويظهر لها فيه جوانب الخير.
ونحن لا نفضل الرفض المتكرر للرجال، فليس ذلك من مصلحة الفتاة، وخاصة إذا وجدت صاحب الدين، فلن يهم بعد ذلك المستوى العلمي أو المستوى الاقتصادي، إلى غير ذلك من الأشياء التي ينبغي أن نعطيها حجمها المناسب.
وبالله التوفيق.