السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من فضيلتكم الإجابة على هذا السؤال الذي أقلقني كثيرا ولكم مني جزيل الشكر.
أنا دائما أكون مشغولة بمعنى أنني لا أعبد الله كثيرا وتأتيني هواجس بأن تقصيري وقلة أعمالي هي التي تدخلنى النار (أعاذنا الله وإياكم منها) وأحيانا أخاف بأنني أكون من أهل النار فلماذا أعمل؟ لا أدري ماذا أعمل؟ وقبل أيام صار الكلام بيني وبين زوج أخت زوجي (بواسطة الماسنجر) عن كيف أكسب زوجي، وبصراحة قال لي كلاما خطيرا عن (النوم مع الزوج) وأنا بصراحة قلبي غير مطمئن، وسألته قبل ما يحصل هذا الكلام بيننا أن الذي نعمله من المحادثة بيننا حلال أم حرام فما أجابني، علما بأنه متدين، يعني ملتزم والله أعلم.
المهم أنه جاوبني في اليوم الثاني (عندما قلت له: أنا خائفة) بقوله: ليش هو اللي بنسويه حرام؟
فما دريت إيش أجاوبه المهم أنا الآن خائفة، خائفة من أن يكون ربي غاضب مني وفي نفس الوقت أقول: يمكن هذا الشيء ليس حراما.
أنا خائفة من أن أكون من أهل الشقاوة فيذهب عملي القليل هباء منثورا.
وأخاف أيضا من الموت، والله ما يأتيني النوم إلا عندما أكون مرهقة أخاف أموت وأنا نائمة، وأقول دائما يا ليت لو كان الموت بدون ألم، وهل آلام الموت تكون شديدة ما يمكن مقاومتها، وأن الأطفال مثلنا يتألمون بآلام شديدة، والله قلبي نبضاته سريعة تكون قبل النوم وعندما أكون لوحدي... إلخ.
والله أنا في قلق دائم، أرجو منكم نصحي وإرشادي، وما هي النصائح التي تقويني على الثقة بربي فإنني خائفة أن أكون من الذين انقلب قلبهم عن الصراط المستقيم.
ولكم مني جزيل الشكر، وكل عام وأنتم بخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / فجر الغد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك مرة أخرى عبر موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، ولك خالص الدعوات ونحن صيام أن يصرف الله عنك هذه الهواجس، وتلك الاضطرابات، وأن يجعلك من أهل الفردوس الأعلى.
الأخت الكريمة! إن الخوف في حد ذاته عبادة من أجل العبادات، وأعظم القربات، ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى: (( ولمن خاف مقام ربه جنتان ))[الرحمن:46] وفي الحديث القدسي: (إني لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين، فمن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، ومن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة) أو كما قال، فالخوف من الله مطلوب في كل زمان ومكان، ولكن ما هو الخوف المطلوب؟
إنه الخوف الذي يمنع العبد من الوقوع في الذنوب والمعاصي، ولذلك ورد في الدعاء النبوي: (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك) فهذا هو الخوف المطلوب شرعا، وما سوى ذلك فهو من الشيطان، فلا تشغلي بالك بمسألة الموت وكيف يكون ومتى يأتي، المهم أن تكوني أنت دائما على طاعة الله بعيدة عن معاصيه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا) فهذا هو المهم والمطلوب، أن نؤدي ما فرضه الله علينا على قدر استطاعتنا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأما المحظورات أو المحرمات فلا نقربها أبدا مهما كانت الأسباب، وإذا شعرت بنوع من التقصير فاكثري من الدعاء أن يغفر الله لك، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته كما ورد في السنة، واعلمي أن التقصير سمة الناس جميعا، فمن منا غير مقصر في حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم؟ لا أحد مطلقا.
المهم أن يجتهد الإنسان قدر استطاعته في طاعة الله، وأن يتجنب المعاصي كما ذكرت، وهذا هو المطلوب من المسلمين جميعا.
وأما اتصالك بالرجل المذكور فأرى أنه لا تحاولي الاتصال به مرة أخرى؛ لأن الموضوع الذي تحدثتم فيه من الموضوعات الحساسة التي قد تؤدي إلى الفساد والوقوع في المعاصي الكبرى خاصة وأنه يعرفك مما يساعد في تزيين الشيطان له أن يستغل هذه الفرصة لشيء مما حرم الله .
فالرجاء التوقف تماما عن هذه الاتصالات مع هذا الرجل مهما كان صلاحه أو ورعه وتقواه؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والنفس بطبيعتها تحب كل ممنوع، وتحرص على الوصول إليه. وقد يفسد هذا الرجل عليك دنياك وآخرتك، والعياذ بالله، ويمكن لك استشارة بعض الطبيبات المسلمات في أي موضوع من هذا الخصوص إذا كان هناك داع أو ضرورة، وأنا فهمت من رسالتك السابقة أن زوجك رجل صالح ومتدين، ولا يشغل باله بهذه الأمور مثل صغر حجم الصدر أو كبره، وهذه نعمة من الله أن من عليك بمثل هذا الرجل فاتق الله ولا تتكلمي مع غيره في هذا الموضوع إلا إذا كان هناك ضرورة، وكان هو من أهل العلم والاختصاص، وأنا أبشرك بأنك -إن شاء الله- من أهل الجنة كما فهمت من استشاراتك السابقة فلا تكثري من التفكير في أمر النار، أو الصراط، وإنما عليك بإحسان العمل وإتقانه مع الإكثار من الدعاء والاستغفار، ولن يخزيك الله لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأكثري من سؤال الجنة والاستعاذة من النار مع حسن الظن به سبحانه .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد .
الشيخ / موافي عزب
===========
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
جزاك الله خيرا على سؤالك، ورمضان كريم.
هوني عليك أيتها الأخت العزيزة فكل ماذكرتيه يدل أنك مصابة بوساوس قهرية أدت إلى قلق واكتئاب ثانوي، والأمر إن شاء الله لا علاقة له أبدا بقلة في إيمانك، أو ضعفا في شخصيتك، والاتجاه العلمي العام هو أن مرد هذه الأعراض للبيئة مع حدوث خلل كيميائي بسيط في كيمياء الدماغ يؤدي إلى اضطراب مادة تعرف بالسترونين، والعلاج في مثل هذه الحالات هو طبعا الاستعاذة من الشيطان، والمحاولة الجادة لمقاومة هذه الأفكار وتحقيرها واستبدالها بفكرة مضادة، والتي سوف تحل مكان الفكرة السلبية الوسواسية بمرور الزمن، وتوجد الآن بفضل الله أيضا علاجات دوائية ناجعة وفعالة لعلاج مثل حالتك، وعليه أنصحك بتناول عقار يعرف باسم (بروزاك - 20 ملمجرام) تكون البداية كبسولة واحدة صباحا بعد الأكل لمدة شهر ثم ترفع لـ 40 ملمجرام لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم تخفض لـ20 ملمجرام لمدة ستة أشهر. وهذا العقار فعال وسليم وقليل الآثار الجانبية، ولتخفيف ضربات القلب يمكن تناول حبوب ( اندرال- 40 ملمجرام) عند اللزوم.
وبالله التوفيق.