السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري، لكن لا أحد يصدق أن هذا سني؛ لأني أبدو أصغر بكثير، في أواخر سنة 2002 تقدم لخطبتي شاب أعجبني تدينه وحفظه للقرآن الكريم والكثير من أخلاقه، إلا شدة غضبه، لكن قلت: الكمال لله، وما دام القرآن في صدره فسيستطيع التقليل من شدة الغضب، لكن المصيبة التي اكتشفتها هو أنه أصغر مني بثلاث سنوات، فكان وقعها علي شديدا وقررت رفضه، لكنه غضب غضبا شديدا وقال: ما علاقة السن بالزواج؟! وأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه سنا؟ وكيف ترفضي والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..)؟ فصرت في صراع بين عقلي وقلبي، كل الذين تقدموا لي ليس لديهم ثقافة إسلامية فلم يرض قلبي بأحد منهم، وهذا الشاب حريص على العلم الشرعي وفيه الكثير من الصفات الرائعة إلا صفة الغضب.
صليت ودعوت الله كثيرا، وبقيت في حيرتي، وأخيرا قررت أن أفكر بالعقل، وذلك عندما قال لي: لا تخبري أمي عن سنك، عندها أيقنت أن السن مشكلة على الأقل في زماننا، ثم إن عمره الآن 25 سنة، وقيل لي أن الرجل لا يصل إلى النضج الفكري إلا بعد سن الثلاثين، فهل هذا صحيح؟ ومن جهة أخرى أن المرأة بعد سن 45 سنة يبدأ يقل نشاطها الجنسي، بينما الرجل يبقى في قوته حتى بعد سن الستين، فهل هذا صحيح؟ ثم إني خائفة من نظرة أهله لي، رغم أنهم متدينون والحمد لله، وخائفة أيضا من نفسي ومن أفكار قد تلاحقني مدى الحياة، مثلا: إنك سوف تشيخين قبله، سوف يحن للصغيرة يوما ما، وتصير بذلك حياتي جحيما!! رغم أن شكله يبدو أكثر من الثلاثين سنة، وبعد ستة أشهر من التفكير قررت الرفض، لكنه لم يقبل الأمر، واعتبرت أنا الأمر منتهيا ومضى الآن تسعة أشهر، وكل الذين تقدموا لي في هذه الفترة إما أصغر مني سنا أو ليسوا على خلق حسن، وفوجئت به هذا الأسبوع يرسل أمه لإعادة الخطبة بعد كل هذه المدة، ما رأيت مثل هذا الإصرار من أحد، ورجعت إلى حيرتي القديمة.
والآن يا شيخي الفاضل! هل زواج امرأة بمن هو أصغر منها زواج ناجح أم لا؟ أرجوك، لقد مرت أكثر من سنة ونصف وأنا أفكر، والله لقد تعبت كثيرا.
أرجوك ساعدني، الزواج عندي أكبر قضية في حياتي ولا أريد الفشل، ماذا أفعل؟
آسفة للإطالة، وجزاكم الله كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.