مدى نجاح زواج الفتاة بمن هو أصغر منها بثلاث سنوات

1 765

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري، لكن لا أحد يصدق أن هذا سني؛ لأني أبدو أصغر بكثير، في أواخر سنة 2002 تقدم لخطبتي شاب أعجبني تدينه وحفظه للقرآن الكريم والكثير من أخلاقه، إلا شدة غضبه، لكن قلت: الكمال لله، وما دام القرآن في صدره فسيستطيع التقليل من شدة الغضب، لكن المصيبة التي اكتشفتها هو أنه أصغر مني بثلاث سنوات، فكان وقعها علي شديدا وقررت رفضه، لكنه غضب غضبا شديدا وقال: ما علاقة السن بالزواج؟! وأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه سنا؟ وكيف ترفضي والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..)؟ فصرت في صراع بين عقلي وقلبي، كل الذين تقدموا لي ليس لديهم ثقافة إسلامية فلم يرض قلبي بأحد منهم، وهذا الشاب حريص على العلم الشرعي وفيه الكثير من الصفات الرائعة إلا صفة الغضب.

صليت ودعوت الله كثيرا، وبقيت في حيرتي، وأخيرا قررت أن أفكر بالعقل، وذلك عندما قال لي: لا تخبري أمي عن سنك، عندها أيقنت أن السن مشكلة على الأقل في زماننا، ثم إن عمره الآن 25 سنة، وقيل لي أن الرجل لا يصل إلى النضج الفكري إلا بعد سن الثلاثين، فهل هذا صحيح؟ ومن جهة أخرى أن المرأة بعد سن 45 سنة يبدأ يقل نشاطها الجنسي، بينما الرجل يبقى في قوته حتى بعد سن الستين، فهل هذا صحيح؟ ثم إني خائفة من نظرة أهله لي، رغم أنهم متدينون والحمد لله، وخائفة أيضا من نفسي ومن أفكار قد تلاحقني مدى الحياة، مثلا: إنك سوف تشيخين قبله، سوف يحن للصغيرة يوما ما، وتصير بذلك حياتي جحيما!! رغم أن شكله يبدو أكثر من الثلاثين سنة، وبعد ستة أشهر من التفكير قررت الرفض، لكنه لم يقبل الأمر، واعتبرت أنا الأمر منتهيا ومضى الآن تسعة أشهر، وكل الذين تقدموا لي في هذه الفترة إما أصغر مني سنا أو ليسوا على خلق حسن، وفوجئت به هذا الأسبوع يرسل أمه لإعادة الخطبة بعد كل هذه المدة، ما رأيت مثل هذا الإصرار من أحد، ورجعت إلى حيرتي القديمة.

والآن يا شيخي الفاضل! هل زواج امرأة بمن هو أصغر منها زواج ناجح أم لا؟ أرجوك، لقد مرت أكثر من سنة ونصف وأنا أفكر، والله لقد تعبت كثيرا.

أرجوك ساعدني، الزواج عندي أكبر قضية في حياتي ولا أريد الفشل، ماذا أفعل؟

آسفة للإطالة، وجزاكم الله كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة الأستاذة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عونا لك على طاعته ورضاه، وتعانين معه على تأسيس بيت العز والسعادة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أنك أعطيت موضوع السن أكبر من حجمه بكثير، فهو أمر لا يستحق هذا التفكير مطلقا؛ لأنه فرق تافه، ولا يشكل أي عقبة بحال من الأحوال في دنيا العقلاء، فأرى أن تصرفي عنك هذه الفكرة فورا، ولا تفكري فيها لتفاهتها، ولك أن تسألي الأطباء عن صدق كلامي، وأما عن سن النضج الفكري لدى الرجال فهو أيضا أمر نسبي، فكم من إنسان على قدر من النضج والحكمة والتعقل وما زال تحت العشرين والعكس، فهذه مسألة نسبية تخضع لعوامل التربية والخبرات والتجارب التي استفادها الإنسان في سنوات عمره، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة ووصولها إلى سن اليأس كما يقولون، فهذه أيضا مسألة نسبية، وأعرف أن الكثيرات من النساء على عكس قولك تماما، فإن كثيرا من الدراسات تثبت عكس كلامك تماما، حيث يضعف الرجل في حين لا تتأثر المرأة بذلك كثيرا.

ومثلك بما أعطاك الله من عقل وحكمة وإيمان قادرة على استيعاب زوجها ومساعدته في تخطي جميع العقبات، وإكسابه الكثير من المهارات، ومساعدته في التخلص من أي نقص في شخصيته، خاصة موضوع الغضب الذي لابد من علاجه نهائيا؛ لخطورته على استقرار الأسرة وسعادتها، فحاولي التغلب على تلك الهواجس، وصلي صلاة الاستخارة، وتوكلي على الله، وابدئي هذا المشروع المبارك، واشتري من يشتريك ويحرص عليك ما دام قد اختارك لدينك وخلقك وليس لشيء آخر، وأكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك السعادة والاستقرار، والأمن والأمان.
وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات