اختيار الفتاة بين رجلين تقدما لها

0 486

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرسل إليكم رسالتي هذه آملة منكم أن تساعدوني في حل مشكلتي في القريب العاجل، حيث أنني أردت أن أجمع بين استخارتي لله واستشارتي لأولي العلم.

لا أعرف كيف أبدأ أو من أين أبدأ، ولكن اسمحوا لي على عدم صياغة الموضوع بشكل مسترسل، حيث إنني أحببت شابا أصغر مني بعدة شهور لا تتجاوز أصابع اليد، حيث إنه كان يعمل معي، علاوة على ذلك فهو قريبي، ومن خلال العمل تعرف كل منا على الآخر حق المعرفة، وبدوره قال لي سوف أتقدم لخطبتك ولكن بعد أن أكمل بناء المنزل (البسيط) فكنت أصر على معرفة رأي أهله قبل إكمال البيت فكان يرفض خشية أن أهله لا يساعدونه، وكذلك كان يريد أن يؤمن المنزل؛ لأن راتبه قليل ولا يستطيع استئجار منزل، وحتى يضمن بأن أهلي لا يرفضونه، وعلى هذا الأساس أخذت بنا الأيام إلى مرحلة أصبحت أرى العالم من خلال هذا الشاب، حيث إنه ولله الحمد على قدر عال من الأخلاق.
وعند مرور الوقت ومصارحته لأهله بأنه يريد خطبتي رفضوني، نعم رفضوني؛ والسبب الوحيد هو أنني أكبر منه!!! وفي ذات الوقت كانوا على علاقة طيبة مع أهلي لأننا أقارب، وأنا عرفت برفضهم من خلال ابنهم، وقد وقع علي هذا الخبر كالصاعقة.

وليس ذلك فحسب -رغم ما تجرعته من الآلام والصبر-، بل تفاجأت بأنهم خطبوا له خلال شهر من رفضهم لي، والأغرب من ذلك بأنه وافق على ذلك لأنه لا يريد أن يعق والديه رغم إحساسي الصادق بأنه رافض لذلك.

استمرت خطبته 6 أشهر، والآن هو طلق خطيبته، ومنذ تقريبا 4 شهور تقدم لي شخص ذو أخلاق عالية، فاشترط عليه أهلي أن يؤمن إقامة هنا ؛ لأنه غير مقيم في الدولة التي أعيش فيها، ثم بعد ذلك يتقدم لخطبتي .
والآن حصل على الإقامة بجهد جهيد، وسوف يحضر خلال أسبوع، وفي ذات الوقت أتصل بي قريبي يبلغني بأنه يريد العودة لي ليخطبني، وذلك بعد موافقة أهله؛ لأنهم يرون أنهم تسببوا في إرهاق حالة ابنهم النفسية والمالية .
مشكلتي هي أن الشخص الذي تقدم لي أفصح لي عن مشاعره وما يكنه من حب فاق حد الجنون لي؛ لأنه سبق وأن عملنا معا في شركة ما، والذي يعذبني هو أنه قال لي لو تتركينني ربما تتسببين في دماري نهائيا، والآن أجد نفسي محاطة بين نارين:
نار الشخص الذي أحببته وبنينا آمالنا وما كان ينقصنا سوى موافقة أهله، والتي حصلنا عليها الآن، وبين نار ذلك الشخص الذي أحاطني بكل اهتمام وترك مستقبله وعمله وأهله في بلده قادما هنا ليؤمن إقامة، ويؤمن كذلك عمل حتى يرتبط بالإنسانة التي أحبها منذ أكثر من 5 سنوات (حيث لا أعلم أنا بهذا الحب إلا منذ قدومه لخطبتي ).

صدقوني أنني أشعر باختناق وأنا أكتب هذه الرسالة، على من أوافق وقطار العمر يمر بي؟ هل أرتضي لنفسي شخصا أحبني وأحببته وأهله كانوا الحاجز والآن زال هذا الحاجز، أم بشخص أشعر أنني لو تركته سأتسبب في دماره لأنني منذ أربعة شهور كنت أستقبل مكالماته من فترة لأخرى حتى يشرح لي إلى أين وصل موضوع إقامته، وكذلك كان يسمعني بأنني آخذ كل تفكيره؟ وصدقوني أنني أشعر بصدقه إلى أبعد الحدود.

لقد صليت صلاة الاستخارة وشعرت بالارتياح دون الميل لأحد منهم، وسأعيد الصلاة مرات ومرات ولكن يهمني أيضا رأيكم.

ملاحظة: أعرف بأنني أطلقت العنان لنفسي في لحظات كان يجب علي عصيان نفسي الأمارة بالسوء وعدم محادثتهم ولكن هذا ما حدث، وأسأل الله أن يتوب علي.
أنا بانتظار ردكم بفارغ الصبر، فقد فقدت صحتي من كثرة التفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لاختيار أفضل الشابين لدينك ودنياك وآخرتك، وأن يرزقك السعادة والتفاهم مع الأصلح منهما .

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن الأمر محير فعلا؛ لأن كل واحد منهما له ما يميزه عن الآخر، إلا أنني أنصح بمواصلة صلاة الاستخارة حتى لو تكررت عدة مرات؛ حتى يشرح الله صدرك للذي هو خير.

وأما عن رأيي الشخصي، فأنا أميل إلى اختيار الشاب الجديد؛ لما لمست من كلامك عنه من صدق في أحاسيسه ومشاعره نحوك، رغم أنه لم يحتك بك كثيرا، وإنما هو الذي أخبرك بحبه، وليس لديه نفس عقدة الأخ السابق، مع ضرورة أن تتأكدي من مسألة السن هذه؛ لأن العرب وللأسف ما زالت لديهم عقد الجاهلية الأولى، وأنه كيف تكون الزوجة أكبر سنا من الزوج؟ ونسوا أو تناسوا ما كان من فارق بين سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة رضي لله عنها، ورغم أن الفارق لا يتعدى شهورا معدودات؛ ولاحتمال أن تؤثر مسألة السن على حياتكما مستقبلا مع الشاب الأول الذي قد يحملوك أنت سبب أي خطأ بسبب فارق السن حتى وإن وافقوا الآن.
فأرى أن تتوكلي على الله وتختاري الآخر؛ بشرط أن يكون على دين وخلق يستحق هذه التضحية وإن لم يكن أفضل من الأول فلا أقل أن يكون مثله.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسعادة والاستقرار في الدنيا والآخرة، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لاختيار أفضلهما عنده سبحانه.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات