أريد السفر خارج البلاد لإتقان اللغة الانجليزية وأمي تعارض.. ما نصيحتكم؟

0 364

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب جامعي، من بلاد السعودية، أسكن في الرياض، وأبلغ من العمر (23) عاما، وبقى أمامي عام دراسي كامل لإنجاز الدراسة الجامعية في تخصص الإذاعة والتلفزيون، ومستقبل الاحتراف في هذا التخصص مفتوح أمامي شريطة إتقان اللغة الإنجليزية التي لم أتقنها بعد، لذلك أفكر في السفر إلى الخارج لدراسة اللغة بعد التخرج من الجامعة، إلا أن التفكير -مجرد التفكير- يجهض فورا من والدتي التي تحرم علي تجاوز حدود السعودية أيا كانت الوجهة وأيا كان السبب وأيا كانت المدة؛ طالما أنني لم أكن متزوجا بعد، حتى لو وصلت إلى أرذل العمر، لذلك تحبس عني والدتي -حفظها الله- اكتساب اللغة، وعاطفة والدتي تخيم على المساحة الواسعة من عقلها.

وأروي لك قصة حدثت لي قبل فترة قصيرة، وهي أنني كنت مرافقا والدي من الرياض إلى الظهران بالسيارة وذلك لإنجاز عمل يخصه، فأخبرتني والدتي باتصال هاتفي وأنا في الظهران بأن غضبها سيحل بي إذا وصلت للبحرين حتى لو كنت برفقة والدي، فهي على ما يبدو لا تثق في أحد، وترى أن كل الدول فاسدة مفسدة، وكل الغايات فاسدة، وكل الطرق فاسدة، وكل مرافق فاسد.

أما خيار الزواج حاليا فأنا لا أرغب به، ونفسي لا تطيق تكاليفه، وأولوية التطوير وإيجاد فرصة العمل المناسبة تسبق الزواج، فإذا تزوجت حاليا فهو بالإكراه ولم يكن أبدا بالرضا، علما أن والدتي قاربت من العمر الستين وهي لا تعرف القراءة والكتابة.
فكيف تشخص المشكلة؟ وهل من رؤية تخرجنا من هذه المشكلة؟ مقدرا لكم جهودكم ودمتم برعاية الله وحفظه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد المحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يكرمك كرامة لوالدتك التي تحرص على برها وإكرامها.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فمن أعماق قلوبنا حقا نبدي لك سعادتنا بتواصلك معنا، خاصة وأنت ذلك الرجل الحريص على عدم إغضاب أمه أو إزعاجها أو تكدير خاطرها ولو على حساب نفسه ومستقبله، ونحن فعلا معك من أن موقف والدتك به كثير من المبالغة، ورغم ذلك لنا أن نتساءل معك: ما الذي دفع والدتك لاتخاذ هذا الموقف تجاه سفرك؟ قطعا إنه الحب الصادق لك والخوف الشديد عليك، وهذه العاطفة الصادقة لا يمكن لأحد أن يصادرها أو أن يمنع الوالدة من ممارستها، فهذا حقها الفطري الذي جبلت عليه الخلائق منذ الأزل، ورغم أن موقفها سيسبب لك بعض المتاعب مستقبلا إلا أنني أقول لك أيها الرجل المبارك: أطع أمك وأحسن إليها ولا تعكر صفوها، وحاول أن تتفاهم معها، واجتهد في إقناعها، واستعن بمن تتصور أنه يستطيع التأثير عليها، فإن وفقت في ذلك فهذا ما نتمناه، وإن لم توفق فأرى أن تحاول بذل ما يمكن من جهد في تعويض هذه الدراسة داخل المملكة، ولا أظن أن مثلك يعجز عن هذا، وأنت بهذا المستوى الطيب من الحب لله ولرسوله والحرص على إكرام والدتك وبرها والإحسان إليها، واعلم أخي عبد المحسن أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وثق وتأكد من أن إكرامك لأمك وطاعتك لها لم ولن يضيعه الله بحال، بل لا أكون مبالغا إن قلت: إن الله سيفتح عليك فتحا لم يخطر لك على بال أبدا كرامة لبرك وإحسانك بوالدتك وحرصك على رضاها وعدم مخالفة أمرها، فعليك بالأخذ بالأسباب، مع الدعاء أن يوفقك الله لكل خير، وارض بما قسم الله لك، ولا تعق أمك، وسيعوضك الله خير عوض في الدنيا والآخرة.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات