أهمية الاستخارة حال تردد الفتاة في قبول الخاطب

0 338

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة من تونس، أبلغ من العمر 25 سنة، من عائلة محافظة، أحافظ على واجباتي الدينية كما أنني متحجبة.
تقدم لخطبتي شاب تونسي مقيم في ألمانيا لم نكن نعرفه، ثم عرفنا أنه من الطلبة النوابغ، وأنه يعمل حاليا في مجال التدريس، كما أنه شاب متدين ملم بأمور دينه ودنياه، حيث أنه أدى فريضة الحج منذ سنوات، وأنه مواظب على الصلاة، كما أنني أحسست من طريقة معاملاته وكلامه معي ومع عائلتي أنه ذكي إلى درجة كبيرة.
لكن مشكلتي هي أنني رغم محاولاتي أن أقنع نفسي بأن هذا الزوج هو الزوج المثالي إلا أنني أحس من الداخل بشيء من النفور تجاه شخصيته، رغم ما يظهره لي من مشاعر حب كبير وكرم أكبر منه، إلا أنني أقول في نفسي دائما ربما أنه بعد الزواج سيكون مسيطرا علي بذكائه، وأنه ممكن أن تكون له شخصية أخرى يظهرها بعد الزواج، خاصة وأنه ينتمي إلى منطقة تختلف عاداتها عن منطقتنا.
المشكلة الثانية: هو أنه في الأسابيع الأخيرة تقدم لخطبتي شاب تونسي آخر، لا يقل مستواه الأخلاقي والديني والمادي عن الأول، يعمل في إحدى دول الخليج عملا محترما، كما أننا نعرفه وعائلته حيث إنهم كانوا جيراننا في السابق.

إجمالا: مشكلتي الحقيقية أنني لم أقم بالاستخارة منذ البداية لا بالنسبة للشاب الأول ولا الثاني، كما أنني نفسيا أميل إلى الشاب الثاني، ولكن أخاف في نفس الوقت أن يؤثر اختياري سلبا في الشاب الأول، فقد أكون سببا في تحطيم آماله ومستقبله.

أنا مؤمنة بالله وقضائه وقدره، لكن بماذا تنصحونني؟ وهل أقوم بالاستخارة الآن؟ وهل أستطيع أن أبني عليها قراري النهائي؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ أنيسة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يكتب لنا ولكم التوفيق والسداد، وأن يلهمنا الهدى والرشاد وبعد:
فإن المؤمنة تستخير ربها وتسأله التوفيق في كل صغير وكبير من أمرها، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه، ولأهميتها فقد كان عليه الصلاة والسلام يعلمها للصحابة كما يعلمهم السورة من القرآن، وعليك بعد ذلك أن تستشيري الصالحين من أرحامك والصالحات المؤمنات، ولن يندم من يستخير الخالق ويستشير صالحي المؤمنين، وبعد الاستخارة والاستشارة تتوكلي على الله، وترددي في يقين (واقدر لي الخير...).

واحمدي الله أن كلا الرجلين من الصالحين المصلين، وإذا كانت الموافقة قد تمت للخاطب الأول فما ينبغي أن يتقدم خاطب ثان حتى يترك الأول، وهذا من توجيهات هذه الشريعة التي تحترم المشاعر وتحفظ لأهل السبق حقهم، وتحرص على تنمية مشاعر الود بين المسلمين، فلا يخطب مسلم على خطبة أخيه، ولا يسوم على سومه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتأخذ مكانها، والمسلمين على شروطهم.

أما مشاعر الحب والمودة فقد لا تظهر للوهلة الأولى، وإذا لم يكن لهذا النفور أسباب معروفة فلا عبرة به، وسوف يتغير هذا الإحساس بعد الزواج بإذن الله.

وإذا لم تكن قد صدرت منكم موافقة رسمية للخاطب الأول، فلا مانع من قبول الخاطب الجديد، وفي كل حال سارعي بالاستخارة والتوجه إلى الله.
ولا تحكمي على الناس بمجرد العواطف والشعور الداخلي المؤقت، ولتكن نظرتك بعيدة للأمور، واختاري وفق مقايس الشريعة، والتزمي في نفسك بطاعة الله، واعلمي أن الله يدافع عن الذين آمنوا ويحفظ من حفظه.
وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات