بسم الله الرحمن الرحيم.

ما هي الطرق أو القواعد أو الكيفيات التي بها يعرف الإنسان حدود قدراته {حدود ما يمكنه تحقيقه} وكذلك الكيفيات التي بها يعرف ميوله، وهذا في شتى المجالات طبعا {طرق نشر الدعوة -الخطابة- الإفتاء - طلب العلم- الدعوة الفردية- العلاقات الاجتماعية - المهن المختلفة- الشعب المختلفة في الجامعة-...الخ}.

هذا النوع من المعرفة هو شرط أساسي للتخطيط الأصح للمستقبل ، وكذلك لأن كثيرا من الأهداف يلزم فيها معرفة مسبقة بمناسبتها للقدرات والميول دون تجريب هذه الأهداف، لأن في ذلك أضرارا مختلفة، سواء إضاعة الوقت أو لأضرار أخرى، وكما يقول أحد الدعاة: "لا تجعلوا حياتكم تجارب"، فعندما يرسم الإنسان أهدافا لا تتناسب مع قدراته أو ميوله يضر نفسه في الدنيا وفي الآخرة.

أرجو أن تكونوا قد فهمتم سؤالي السالف الذكر، وأن تجيبوا عنه ما أمكنكم الإجابة عنه؛ لأنه يعني لي الكثير، ولقد حاولت الإجابة عنه بطرق مختلفة لمدة سنوات، لكن لم أصل إلى الإجابة المقنعة، ولقد سبب لي الجهل به أضرارا مختلفة منها: إرهاق فكري ونفسي وجسدي من جراء المعاناة الطويلة بسببه، واضطراب في علاقتي مع الأسرة والمجتمع...إلخ.

أرجو إفادتي بأي اقتراحات تعرفونها يمكن أن توصلني إلى الجواب عن سؤالي السابق، وفي الأخير أذكركم بأن الله لا يضيع عمل المحسنين.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نسيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

إن طرق النجاح كثيرة ومتعددة ومتشعبة، وكلها تؤدي إلى النجاح، والبعض من يسلك طرقا مطولة وشاقة ووعرة، وآخر يتسلق الجبال في عدة أيام كي يصل إلى أعلاه كي يصور منظرا من مناظر الطبيعة من أعلى، ويجدها عملية شاقة جدا، وربما لم يخطر بباله فكرة أن يركب طائرة كي يصل إلى القمة وينفذ المهمة بأقل تكلفة وأعلى همة، وقس على ذلك كل إنسان حسب قدراته الفكرية والجسدية، يريد أن يصل إلى النجاح وتحقيق الهدف الذي رسمه.

هناك خطوات يمكن أن تتبعها -أخي نسيم- لتثبت وجودك وتعرف حدودك وقدراتك:

1- تأكيد الذات، حيث إن له علاقة وثيقة بحرية التعبير عن المشاعر، وتعرف قيمة ذاتك وحدود عطائك، ولا تنخدع بالمظاهر، وتعطي صورة حقيقية عن ذاتك وقدراتك.

2- التعبير عن المشاعر بتلقائية وبكلمات منطوقة، حتى تشجع الآخرين على تكوين علاقات مريحة معك.

3- تدريب نفسك على الانفعالات المختلفة والمتعارضة، مثل الهجوم وتقبل المدح والنقد وإظهار الود وغيرها.

4- حاول أن تهتم بالشيء الذي تجد فيه ميولا ورغبة داخلية، وأنك تستطيع أن تقدم المنفعة لك ولغيرك.

5- حدود القدرات أخي نسيم لا يستطيع أن يحددها أحد غيرك، لأنك أنت تعرف نفسك أكثر من الآخرين، ولا تعط صورة مزيفة عن نفسك، بل علمها دائما الحقيقة والصراحة في العمل.

وبالله التوفيق.