كيفية تعامل الزوجة مع زوجها الذي يخالط النساء بمقتضى عمله كطبيب

0 452

السؤال

زوجي طبيب، وتتطلب ظروف عمله المبيت خارج المنزل يومين كاملين أو ثلاثة أيام، أما باقي الأيام فلا يعود إلا بعد الثامنة مساء على الأقل، وبالتالي فهو يقضي وقتا مع الطبيبات والممرضات أكثر مني، ولاحظت أنه يحتفظ بأرقام هواتفهم الخاصة بهم، ويرن عليهم، وأحيانا هم يطلبونه، وذلك على سبيل الدردشة، كما أنه يناديهم بـ (يا جميل، يا باشا،..) وكثيرا ما يحكون له على أي مشاكل شخصية تقابلهم، وهو يحب القيام بدور المرشد الناصح.

عاتبته كثيرا ، بل وتشاجرت معه، والاختلاف الوحيد أنه لم يعد يحكي لي أي شيء، ولكنني من آن لآخر أكتشف استمراره في ذلك، أنا أغير عليه ولا أحب هذه التصرفات، ماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يذهب عنك حدة هذه الغيرة، وأن يذهب عنك وعن أسرتك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعل بينكم المودة والرحمة والثقة المتبادلة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فمما لا شك فيه أن الاختلاط له مساوئه، والتي من أخطرها سوء ظن بعض أعضاء الأسرة بالطرف الآخر، سواء أكان الزوج أم الزوجة، وهذا مع الأسف منتشر بكثرة في مثل ظروفكم، وقد يكون سببا في تبديد السعادة وانعدام الثقة، وبالتالي جعل الأسرة في مهب الريح، فلا سعادة ولا ثقة ولا أمان ولا استقرار، فتتحول الحياة الأسرية إلى جحيم لا يطاق، بل ويحاول كل طرف الهرب من المنزل إلى خارجه، وقد يجد الراحة في أماكن أخرى أو مع أشخاص آخرين مع الأسف، وقد تكون العلاقات البديلة غير شرعية.

لذا لابد من البحث عن حل لهذه المشكلة، وهذا ما أوصيك به، فأنت بلا شك تحبين زوجك وتعرفين أخلاقه وطبيعة عمله، فما الذي تغير إذن؟

أم مريم: إن الاختلاط يؤدي إلى الألفة، بل وكثيرا ما يؤدي إلى الراحة والمحبة والميل العاطفي والقلبي، وهذا نتيجة طبيعية لهذا الاختلاط المحرم مع الأسف الشديد، لذا أوصيك بعدم الإكثار من عتابه ومتابعته حتى لا يهرب منك نهائيا ويرتمي في أحضان غيرك وأنت لا تشعرين، فحاولي تخفيف حدة الغيرة، بل أتمنى ألا تشعريه بها أصلا، وحاولي التجلد، واعتبار الأمر كما لو كان عاديا، مع محاولة تذكيره بالواجب عليه كطبيب مسلم، وخوفيه بالله، وأشعريه بأنك تثقين فيه، وأنه لا يمكن أن يقع في الحرام أو يكون سببا في إفساد حياة زميلة من زميلاته، وأن الشرع أمرك بأن تترك الشبهات وأن تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وهل زوج هذه الطبيبة أو الممرضة يعلم بهذه الاتصالات ويرضى بها، أو أن هذه المرأة تكلمك أمام زوجها؟ فعليك بهذا التذكير، وأن يكون في غاية الهدوء وعدم التوتر أو رفع الصوت، وإنما قولي له فقط:

أريد تحليلا لما يحدث حتى يطمئن قلبي وحسابي وحسابك على الله، وأشعريه بأن ثقتك فيه لا حدود لها، وأن الدافع لهذا الحوار إنما هو حبك له وحرصك عليه وعلى دينه وسمعته وكرامته، وأنه فوق كل شبهه، إلا أن الاستمرار والتمادي قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة، وأنت في غنى عن ذلك كله، فلقد حباك الله بوظيفة مرموقة وأكرمك بزوجة تحبك من كل قلبها، وهاهي الذرية التي نسأل الله أن تكون صالحة، ومثل هذه التصرفات أو الاتصالات تبعث على الريبة والشك، وتثير القلق حتى وإن كنت لا تتصل أمامي فأنا أستشعر بقلب الزوجة الصادقة بأنك ما زلت مستمر في هذه الاتصالات، فأنت بذلك لم تحل المشكلة وإنما زدتها تعقيدا، إذ كان الواجب عليك كرجل مسلم تحب الله ورسوله وتخاف على عرضك من الدنس ألا تجعل العلاقات تمتد إلى خارج العمل، إلا عند الضرورة القصوى؛ حفاظا على أسرتك وسعادتها واستقرارها.

وهكذا مع الأيام أعتقد أن الأمور سوف تتحسن ما دمت تشعرينه بالثقة فيه، ولا تزعجيه دائما بالانتقادات والأسئلة والمحاكمات، وعليك بالدعاء له بالهداية والصلاح والاستقامة، والدعاء لنفسك بالصبر الجميل وطول النفس، والقدرة على مواجهة هذه التحديات، وأنا واثق من قدرتك على ذلك كله فأري الله من نفسك خيرا.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك، مع الوضع في الاعتبار أن غالب الأطباء والعاملين بالمستشفيات وأماكن الاختلاط كذلك، بل وأكثر من ذلك، مع الأسف الشديد، والله الموفق.



مواد ذات صلة

الاستشارات