ترك الزوجة منزل الزوجية بسبب المشاكل

2 720

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدث خلاف بيني وبين زوجي، وتركت المنزل وذهبت عند أهلي، وبعد مدة علمت بأنني أنا المخطئة، وأردت أن أرجع لمنزلي ولكن أهلي رفضوا، وقالوا لي: يجب أن يأتي هو ويأخذك، فلن تعودي هكذا وحدك، يجب أن تكون لك كرامة.
أقيم عند أهلي منذ أسبوعين، وزوجي لم يتصل ولم يسأل عني، فأهلي يقولون: يمكن أنه لا يريدك فكيف تذهبين إليه؟ وإذا ذهبت إليه لوحدك فلسنا أهلك، نحن غاضبون عليك إلى يوم القيامة، ماذا أفعل؟ وهل علي إثم؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
أختي الكريمة/ Asfour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يرزقك السداد في الأقوال والأفعال، وأن يؤلف بينك وبين زوجك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه .

فإن الحياة الزوجية لا تحتمل التدخلات الخارجية، ولا يجوز إخراج أسرار البيت ومشاكله إلى خارج الدار، ونخطئ حين نشعر الآخرين بخلافاتنا ومشاكلنا مهما كان قربهم منا إلا في نهاية المطاف، وفق ضوابط الشريعة ومن أجل الإصلاح فقط.

وهذا رجل حكيم اختلف مع زوجته فسئل عن السبب؟ فقال: لا ينبغي للرجل أن يهتك ستر أهله، ثم طلقها، فقالوا له: فأخبرنا عن سبب الخلافات، فقال لهم: لا يجوز للرجل أن يذكر عيوب امرأة غيره.

ومن هنا فقد كان تركك للمنزل خطوة غير صحيحة؛ لأنها إعلان عن خلافات ونشر لمشاكل الأسرة، وأقرب الناس للمرأة زوجها، فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة لا يعدلها أحد، وإخراج المشاكل خارج البيت يعقدها ويعطي فرصة للشيطان ولكثير من الجهلة من أجل تأجيج نيران الخصومة.

والمرأة لا ينبغي أن تخرج من بيتها حتى إذا حدث طلاق رجعي، بل إن القرآن ينسب بيت الرجل الذي بناه من حر ماله لها، قال تعالى: (( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن ... ))[الطلاق:1]، وهذا مما يسهل عودة المياه إلى مجاريها، وتصبح فرص العودة لحياة المودة والرحمة متاحة في الليل وفي النهار، ويسهل على كل طرف الاعتذار والعودة إلى الصواب.

وتذكري أن الرجل أيضا يواجه إحراجا شديدا، وقل أن يجد في الناس من يأمره أو يشجعه على إرجاعك، خاصة وأنك قد اعترفت بأنك المخطئة، وربما تقع الإساءة إذا جاء ليطلب منك العودة، وتذكري أنك خرجت بغير إذنه وإرادته.

فالصواب أن تطلبي من العقلاء من أرحامك أن يساعدوك على العودة إلى بيتك وزوجك.


وهذا الكلام الذي يقال لك ليس بصحيح، ولن تسعدي إلا في بيتك، فلا تجاملي في قضية مهمة كهذه، أنت أول من يخسر ويندم فيها، واعلمي أن الطاعة إنما تكون في المعروف.

واحرصي مستقبلا على تحكيم العقل وليس العواطف عند الغضب، ولا تقدمي على مثل هذا العمل إلا بعد أن تعرفي وجهة نظر الزوج، وتأخذي الإذن، واجتهدي قبل ذلك وبعده في مشاورة الصالحات من الجارات.

فارجعي إلى بيتك، وضعي يدك في يد زوجك، وقولي له لن أذوق غمضا (نوما) حتى ترضى، واطلبي منه أن يقوم بزيارة أسرتك بصحبتك حتى يعرفوا أن سحابة الصيف قد انقشعت، وكل تأخير لن يكون في مصلحتك، فقد يشجعه بعض الجهلاء على البحث عن زوجة مطيعة، وقدري موقفه والحرج الذي دخل فيه أمام أسرته وجيرانه، واستغفري الله، واجتهدي في طاعة الزوج.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات