ضرورة الصبر على الغربة من أجل التحصيل العلمي

0 497

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب مقيم في قطر، ولكنني أدرس في الأردن، عمري 19 سنة، اكتمل الفصل الأول من دراستي في الجامعة، ولم أنجح في أي مادة، لقد رسبت في كل المواد، والحق أن أهلي لم يقصروا معي، لكن أنا الذي لا أهتم بدراستي، ولا أدري ما الذي أصابني، أنا تعبان نفسيا، وغير مرتاح لهذه البلد، هذه البلد لا أحب الدراسة فيها، لقد تعودت على الدوحة، أرجو الحل.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإن طلب العلم عبادة عظيمة إذا صدقت النيات، وطلب العلم يحتاج إلى صبر ومصابرة واجتهاد، وثمرة العلم طيبة لكنها لا تمنح لمن يقصر ويتكاسل (فلا بد دون الشهد من إبر النحل) فالمعالي لها ثمن وتحتاج لتضحيات.

وما نيل المطالب بالتمني ** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وأرجو أن تقدر اهتمام الأهل وبذلهم للغالي والنفيس من أجل أن تواصل دراستك، وهذه السعادة لا يجدها كثير من الطلاب، فاحمد الله على توفيقه، وترجم هذا الاهتمام من أسرتك إلى اجتهاد، ومن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم.

واعلم أن هذا الرسوب ليس نهاية المطاف، فكثير من الناجحين نالوا الفوز والمعالي بعد محاولات عديدة اختلط فيها النجاح بالفشل، ولكل جواد كبوة، ولكن أصحاب الهمم العالية لا يتوقفون، فالرجاء الاهتمام بدراستك، واعلم أن طالب العلم لابد أن يضحي ويسافر ويفارق الأهل والأحباب، وقد ضرب سلفنا الأبرار أروع الأمثلة في التضحية من أجل طلب العلم، وامتلأت المؤلفات برحلاتهم في طلب العلم.

فانتبه لدراستك، وسوف تعود للدوحة التي تعودت عليها بإذن الله فهي باقية، ولكن المعالي هي التي تتفلت من أيدينا إذا قصرنا، ولن تسعد في الدوحة أو في غيرها إلا إذا ملكت شهادات ومؤهلات علمية تؤهلك للوظائف المناسبة، ولن يكون الغد مثل اليوم، فلن تجد غدا من يتحمل المسئولية نيابة عنك ويبذل لك المال، فاترك العواطف السلبية جانبا واستأنف دراستك بجد ونشاط، وانظر للمستقبل، وتأمل لعواقب التقصير في طلب العلم، وتأكد أن الجميع سوف يشاركونك فرحة النجاح، لكنك وحدك سوف تعاني من آثار التقصير.

نسأل الله لك التوفيق والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات