السؤال
هناك بعض الأمور التي أعلم أنها قد تغضب الله، ولكنني أرى الكثير من حولي يفعلها، وأنا أكون مصرة على عدم فعلها، ولكن أرى أخواتي ومن حولي يفعلها، فبدأت أتهاون بها مثلهم، وأحس أنها ليست على درجة خطيرة أو أنها لن تؤثر، أريد أن أعرف هل كلامي صحيح؟ وكيف أتجنبها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أسأل الله العظيم أن يرزقنا جميعا الهدى والتقى، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
إن الإسلام هو الانقياد والطاعة، والمسلمة لا ينبغي أن تكون إمعة، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا شاركت في الإساءة، ولكن أرجو أن نوطن أنفسنا، فإن أحسن الناس أحسنا، ولكن ليس لأجل إحسانهم، وإنما طاعة لمن يأمر بالعدل والإحسان سبحانه، وإذا أساء الناس أن نتجنب الإساءة، ونحتسب الأجر عند الله.
والمسلمة تسير على طريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وتهجر طرق الغواية والضلال ولا تغتر بكثرة الهالكين، وقد نقل لنا القرآن أصوات النادمين، فكان من أسباب هلاكهم قولهم: ((وكنا نخوض مع الخائضين))[المدثر:45]، فلا يجوز للإنسان أن يمشي مع التيار ويركب الموجة ويساير الموضة، وصدق الله القائل: ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله))[الأنعام:116].
فاستمري -يا ابنتي- على إصرارك وحرصك على عدم فعل المعاصي حتى ولو كانت صغيرة، فالإنسان لا ينظر إلى صغر المعصية ولكن يتذكر عظمة من يعصيه سبحانه، واعلمي أنه لا صغيرة مع الإصرار.
وقد قال الشاعر:
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وحقا (فمعظم النار من مستصغر الشرر).
احرصي على الاستمرار في تذكير الأخوات بخطورة المخالفات، فإن الإنسان إذا ترك الدعوة والنصح ألف المنكرات والعياذ بالله، وهذا سبب هلاك بني إسرائيل الذين قال الله فيهم: ((كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون))[المائدة:79].
فكان الرجل يلقى أخاه على المعصية فيقول له اتق الله ودع ما تصنع، ولكن لا يمنعه ذلك أن يكون صديقه وجليسه، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض.
وليس في المعاصي أنواع ليست بدرجة خطيرة، أو أنها لن تؤثر، فللذنوب آثارها المدمرة، ويكفي في السيئة أنها تجر إلى مثلها وتحرم العبد التوفيق والعلم، فتجنبي المعاصي، وانصحي من تقع في المخالفات، ولا تجاملي أحدا على حساب دينك، وتوجهي إلى الله وسليه الثبات والسداد.
نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
والله الموفق.