طلب الزوجة للطلاق بحجة صعوبة تحمل المسئولية

0 543

السؤال

زوجتي تطلب مني الطلاق بحجة أنها لا تستطيع تحمل مسئولية أسرة، وأحيانا تتعذر بأن طبعي صعب ومتشدد.

لقد أخذنا بعضنا عن حب، وكتبنا كتابنا عند شيخ وبحضور الأهل من الطرفين والشهود والمهر، وكل ما يلزم، لكن بدون عرس وبدون دخول عليها، أهلها يعتبرون ذلك خطبة فقط، ويصرون عليها أن تفسخ الخطبة أو الزواج لغاية في نفوسهم، زوجتي كانت غير محجبة وبعد شهر من العقد، وهدانا الله لكل ما هو خير، وبقينا من السعداء حتى لحظة طلبها الطلاق لهذه الأسباب التي لم أقتنع بها، وهي شرعا لا تحلل الطلاق، العرس تأخر بسبب الأحوال المادية ليس أكثر، حتى الآن ثمانية أشهر وضغط الأهل يزداد عليها، وأنا كنت أعلمها تعاليم ديننا الحنيف تارة باليسر والإقناع، وتارة بالترهيب، وتارة عن طريق الإنترنت، وعن طريق المشايخ، تعلمنا مع بعضنا، وكنا لبعضنا من الناصحين، نصلي سويا، ونصوم لله سويا، ونصلي صلاة شكر لله سويا، لكن لا أدري ما الذي جرى لها؟!! هي ترفض محادثتي نهائيا، وقد منعني أهلها من دخول بيتهم وهي ترفض، تدخل أصحابها وتسألهم من حين لآخر عن مسوغات للطلاق، وبدأت أمها الآن تضغط عليها لإزالة الحجاب، وهي على هذه الحال منذ أسبوعين، وأنا لا أعرف ما الذي يمكنني أن أفعله، هل أنتظر وأصبر عسى أن يجعل الله لي مخرجا ويهديني لما فيه خير، فأنا أحبها، وأعلم أنها لا زالت تحبني، لكنها لماذا تتصرف بهذه الطريقة لا أعلم!!!

أرجو منكم مساعدتي، وتوضيح ما علي القيام به.
يمكنكم مراسلتها أيضا على العنوان: Hanaa1977@shuf.com


الإجابــة

بسم الله الرحمن لرحيم
الأخ الفاضل/ ZZ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن ييسر أمرك، وأن يفرج كربتك، وأن يصلح ما بينك وبين زوجتك وأهلها.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى ألا تتعجل، وأن تجتهد في تجهيز ما بقي عليك من الالتزامات تجاه العرس، وألا تستجيب لطلباتهم، وأن تواصل الاستعداد حتى تكون جاهزا للعرس بالطرق المتعارف عليها لديكم، وأرجو ألا تعتبر عدم سماحهم لك بزيارتهم مشكلة، فهو أمر قد تكون له دوافع أنت لا تعرفها ولم تطلع عليها، فلا تقف أمام هذا الأمر، وواصل الاستعداد كما ذكرت لك، وعندما تجد نفسك جاهزا تقدم لإتمام العرس؛ لأنها زوجتك شرعا وليست مخطوبة فقط كما يقول أهلها، وإنما الذي تم بينكما حسب كلامك يعتبر عقدا شرعيا إلا إذا كان لكم في بلادكم نظام آخر تتعارفون عليه، وإلا فما تم هو العقد الشرعي بأركانه كاملة كما نص عليها الأئمة والفقهاء، وأرى ألا تتعجل في تلبية طلبهم، وإنما أعمل في صمت وأسرع الخطى، وسل الله ألا يفرق بينك وبينها ما دام فيها خير وما دامت على خير، وعليك بالدعاء لها ولأهلها أن يوفق الله بينكم، وأن يذهب سوء التفاهم الذي يبدو في الأفق، ولا مانع من الاستعانة ببعض ذوي الفضل والصلاح والوجاهة عندكم للمساعدة في حل المشكلة وإنهاء أعمال العرس وبقاء زوجتك في عصمتك، فإن فعلت ذلك كله ولم يقبلوا أو يتنازلوا بعد الوساطة وغيرها من مساعي الخير، وصمموا على موقفهم، فاعلم أن هذا قدر الله وأنها ليست لك، واترك الأمر لله وحده، وعسى أن يكون نصيبك في غيرها ونصيبها في غيرك، فقد تصنع طعاما تتمناه وتشتاق إليه ويكون من نصيب غيرك من الضيوف أو الأقارب.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.



مواد ذات صلة

الاستشارات