السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي يتعلق بحياتي الزوجية، فقد تزوجت منذ عشرة أشهر، والحمد لله فقد أنعم الله علي بإنسانة ملتزمة وتحترمني وتحبني وتقدرني، وأنا سعيد معها وأحبها، ولكن لم نرزق بأطفال إلى الآن؛ بسبب إصابتي بالدوالي.
في آخر فترة بدأ يراودني حلم تقريبا كل أسبوع، حيث أرى -والعياذ بالله- أن زوجتي تخونني أو تكون في وضع حميم مع أحد الأشخاص الذين أعرفهم أو من المقربين لنا، وأكون أنا موجودا في الحلم، ولكنها لا تهتم بي ولا تعيرني اهتماما.
لقد تكرر هذا الحلم نحو (7) مرات، وبدأت أعاني من مشكلة في نفسي ووساوس وشكوك، وبدأت ألاحظ أنني بدأت أتأثر بالحلم والهم يزيد في نفسي، مع أنني متأكد من عفة زوجتي وصونها لي ولبيتها.
لا أريد أن تؤثر هذه المشكلة على سير حياتي الزوجية، ولا أريد أن أهدمها لا قدر الله بسبب ذلك، ولكن كما قلت لكم فأنا في صراع داخلي بسبب هذا الحلم.
أرجو منكم المساعدة وتقديم المشورة في هذا الموضوع، ولماذا يتكرر معي هذه الحلم؟ وما علي فعله؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا شرور أنفسنا .
إن المرأة الصالحة هي خير ما يكنز المسلم، ونسأل الله أن يبارك لك في أهلك ومالك، وأن يديم بينكما مشاعر المودة والرحمة.
أرجو أن تحرص على الإكثار من ذكر الله، والتعوذ بالله من الشيطان، وحافظ على الأذكار المشروعة عند النوم، واعلم أن الشيطان همه أن يجزن الذين آمنوا ويغرس الشكوك في النفوس، ولا يجوز للمسلم أن يستجيب لتلك الوساوس، وعليك أن تظن بأهلك خيرا، ولا تنساق وراء هذه الأشياء فإنها أضغاث أحلام، وكن على يقين بأن المرأة التي تقدر زوجها وتحبه وهي صاحبة دين لا يمكن أن تخونه (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) [النساء:34] ولا شك أن هذا من تخليط الشيطان، فكيف تخونك وأنت موجود ولا تبالي بوجودك؟!
قد أعجبني قولك: (أنا متأكد من عفة زوجتي) وهذا اليقين لا يزول بالشكوك والوساوس، ولا يجوز للإنسان أن يبني أحكامه على هذه المنامات، ويتأثر بما يحدث له فيها.
أرجو أن تحرص على أن تنام على طهارة، واقرأ قبل النوم آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، بالإضافة إلى بقية الأذكار المعروفة، وإذا جاءت هذه المنامات فتحول عن شقك، واتفل عن يسارك، وتعوذ بالله من الشيطان، واكتم ما حدث فإن ذلك لا يضرك أبدا إن شاء الله.
عاند هذا العدو الخبيث بمزيد من الثقة في زوجتك والإنابة لربك، وابتعد أنت عن الاختلاط بالنساء، واعلم أن صيانة أعراضنا تبدأ بصيانتنا لأعراض الآخرين، ثم إن الأحلام ليست دائما على ظاهرها، فأنت ترى في سورة يوسف أن الملك رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف... إلخ الرؤية، وكان التفسير مختلفا عن ظاهر الرؤية، ورأى عمر ثيابا مسبلة عليه، مع أن الإسبال فيه حرمة شرعية، ومع ذلك أولها النبي صلى الله عليه وسلم بإسباغ الدين.
يرى المعبرون أن الموت في الحلم هو حياة، وأن من زنى بأمه في الكعبة فهو حج لبيت الله، ولربما تكون تأويل رؤياك بمعنى ولد قريب يأتيكم إن شاء الله، فلا تلتفت لظاهر الرؤية، وإن كانت حلما من الشيطان فاستعذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاث مرات، وإن كانت من الله فهي خير -إن شاء الله- وليست على ظاهرها كما أخبرتك، فلماذا تحمل زوجتك ما تراه في حلمك!
نسأل الله أن يرزقكم الأبناء الصالحين، آمين .
وبالله التوفيق.