السلام وعليكم ورحمة الله.

اتصل بكم عسى أن ترشدوني، فأنا أب لطفلتين: إحداهما عمرها 15 عاما والأخرى عمرها 5 سنوات.

المشكلة أن هذه الأولى تكره أختها الصغيرة أشد الكراهية، وتنفر منها إذا مرت قربها، مع العلم أني أعاملهن كما أمر الإسلام: بالعدل بينهن في الإكرام و...إلخ، حتى وصل بها الحال مرة أن قالت: هذه ليست بأختي! فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ساعدوني على حل هذه المشكلة، فأنا خائف من هذه الكارثة!.

وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي طارق! الموضوع الذي تتكلم عنه هو ما يسمى في مصطلح علم النفس بالغيرة الأخوية، وهذا أمر طبيعي يحدث عند الكبار وعند الصغار، والغيرة ظاهرة منتشرة في جميع شعوب الأرض، وهي عند الكبار ذات تأثير بالغ الخطورة، فكثيرا ما تعمي الغيرة البصيرة وتكون سببا في ارتكاب الجرائم أو تعصف أحيانا بواقع الحياة الأسرية.

والغيرة عند الأطفال تظهر بمظاهر عدة منها: التودد الشديد لتغطية هذه الغيرة، أو ربما تتمثل بإضراب الطفل الغيور عن الطعام، أو التمارض بقصد شد وجذب الانتباه إليه من قبل الوالدين، كعملية لتغطية الغيرة التي يشعر بها نحو أخيه.

وترجع أسباب الغيرة إلى عدة أمور منها:

1- ضعف الثقة بين الطفل ومن حوله.

2- خوف الطفل من فقدان بعض امتيازاته أو احتياجاته الأساسية كالمحبة والعطف.

3- يغار الطفل أحيانا إذا وجهت الأم إلى والده العناية الفائقة، وسببها أنه ينازع الطفل المركز الذي يرغب فيه لنفسه عند الأم.

4- المقارنة السيئة بين الإخوة سواء كانت صريحة أو ضمنية، وهذا يؤدي إلى الشعور بالنقص.

وعلاج هذه المشكلة يجب عليك أخي طارق اتباع الخطوات التالية:

1- لا يجوز لك إهمال بنتك الكبيرة، وإعطاء الصغير أكثر مما تعطي الكبير، وأحيانا تتصرف دون أن تشعر بحبك وحنانك على الصغير أكثر من الكبير.

2- يجب أن لا تعطي الطفلة الصغيرة في أي وقت من الأوقات امتيازا يصعب عليه التنازل عنه فيما بعد، أو تشعر أختها بالظلم والتحيز البالغ للصغيرة.

3- لا تحاول أن تغرق الطفلة الصغيرة بامتيازات كبيرة، وتترك الكبيرة دون اهتمام، وحتى وإن اهتممت بها فهذا لا يكفي، فيجب أن لا تظهر لها ارتباطك بالصغيرة أكثر منها.

4- أشعر طفلتك الكبيرة بالمحبة والاطمئنان، وعدم استخدام العقاب معها في علاج الغيرة، حيث أنه يؤدي إلى فقدان الاطمئنان أو اضطرابه.

5- حاول أن تشغل طفلتك الكبيرة بشيء يفيدها، كالمطالعة أو الزيارات التي تعود عليها بالفائدة، أو الرحلات الهادفة؛ حتى تنشغل بأمور أخرى، ولا يكون لديها الفراغ، فالفراغ يولد لديها الغيرة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة عن أختها الأصغر منها.

وبالله التوفيق.