السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 17 سنة، أحب زميلتي، وهي في عمري، وأحبها حبا خالصا في الله، ودائما نعمل معا على إرضاء الله؛ بالتشجيع على الأعمال الصالحة، والتفوق في الدراسة، ولكن هذا الحب من وراء أهلها، وأنا نيتي -صافية لله عز وجل- أنها ستكون زوجة المستقبل، فأهلي يعلمون هذا، ولكني بعمر صغير، وهي تحبني، وتخجل من إخبار أهلها، فهل نحن مخطئون؟ وماذا علينا أن نفعل لتصحيح الخطأ؟ وهل الاستمرار في هذه العلاقة حرام أم أنه من الممكن الاستمرار؟
مع العلم أنه منذ بداية العلاقة، وأنا لم ألمس يدها، أو أواعدها بالخارج، ولكن فقط أحدثها تليفونيا.
أرجو من سيادتكم إجابة سؤالي، وإخراجي من دوامة الحيرة والهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظرا لظروف السفر والمرض، ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة -إن شاء الله- بشرط أن تظل متواصلا معنا في أي أمر من الأمور المهمة بالنسبة لك.
نسأله -جل وعلا- أن يوفقك في دراستك، وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة، وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن أوليائه المقربين.
بخصوص ما ورد برسالتك، فحقا ما زلت صغير السن أنت وهذه الفتاة، وما زال أمامكما مستقبل ومشوار طويل، وأعتقد أن هذا الارتباط قد جاء مبكرا، واحتمال تغير وجهة نظرك، أو نظرها في المستقبل وارد جدا، وفوق ذلك فالعلاقة الآن ما زالت في حدود الاتصال الهاتفي فقط، ومن أدراك أنها لن تتطور لتصبح غير ذلك!؟ وهذا أمر وارد جدا؛ نظرا لطول الفترة الباقية أمامكم.
دعني أسألك سؤالا: لو أخبرك شخص ما بأن أختك -لا قدر الله- على علاقة بشاب، وتكلمه فقط بالهاتف، ولم يحدث بينهما أي شيء، فيا ترى ماذا سيكون شعورك؟ قطعا لن تقبل بهذا، فما لا ترضاه لنفسك، لا ترضاه لغيرك.
اعلم أن هذا التعلق ما هو إلا مظهر من مظاهر المراهقة من الطرفين، وقد يتغير وجهة نظركما مستقبلا، والحمد لله أنكما لم تقعا فيما يغضب الله تعالى من: الخلوة، والخروج، والمقابلات بدون علم الأهل.
هذه العلاقة ليست بعلاقة مشروعة، وكل الذي عليكما الآن التوقف عن هذه العلاقة، والاكتفاء بانتظار كل واحد منكما الآخر، إذا لم يحدث هناك ما يمنع من ذلك، وهذا أقصى ما يمكن قبوله شرعا، وما سوى ذلك فلا يجوز؛ لأنه من باب التعاون على الإثم والعدوان، وهو محرم شرعا.
إذا كنت صادقا فعلا في مشاعرك نحوها، وأنك تحبها في الله؛ فلا تكن سببا في وقوعها في معصية الله، وهي كذلك، وإنما يكفيكما الوعد مستقبلا، والتعاهد على الطاعة والاستقامة على منهج الله، وترك الأمور لإرادة الله، مع الاجتهاد حتى تكون أهلا لإقامة علاقة صحيحة ومشروعة.
وبالله التوفيق.