السؤال
عمتي امرأة سيئة؛ فهي تشاجر أمي وخالتي بدون سبب، ولقد حاولنا معها بكل السبل، فما نفع، وحاولنا ألا نقطع الرحم، ولكن إذا ذهبت إليها في بيت جدتي فسوف تحرجنا، وتحرج أمي.
أفتوني، ماذا نفعل معها؟
عمتي امرأة سيئة؛ فهي تشاجر أمي وخالتي بدون سبب، ولقد حاولنا معها بكل السبل، فما نفع، وحاولنا ألا نقطع الرحم، ولكن إذا ذهبت إليها في بيت جدتي فسوف تحرجنا، وتحرج أمي.
أفتوني، ماذا نفعل معها؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ الغالي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يعيننا جميعا على صلة الأرحام وطاعة الرحمن، وأن يرزقنا السداد والرشاد.
فجزاكم الله خيرا على الحرص على صلة الأرحام، فهي طاعة لله، والجنة مهرها غال، فلابد من صبر على الأذى والإصرار على الصلة، ولن يضيع الأجر عند الله.
ومهما كانت هذه المرأة فعلينا أن نكون أفضل منها، ونجتهد في مقابلة السيئة بالحسنة، فإنك ما جازيت من يعصي الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه: (( ادفع بالتي هي أحسن السيئة ))[المؤمنون:96].
وهذا رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)، وفي الحديث بشارة لمن صبر على أذى أرحامه بمعونة الله له، ونلاحظ أن رسولنا صلى الله عليه وسلم لم يقل له: اتركهم واقطعهم، فليس أحد أحسن من أحد، بل بشره بنصر الله له ما دام يصلهم ويسامحهم ويحسن إليهم، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ))[الأعراف:199]، فأمره بأن يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه، وهذا هو كمال الإسلام وجماله، فـ(ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، وانتظر الأجر والمثوبة من الله.
وإذا كانت هناك أسباب لغضب وعصبية تلك العمة فعلينا أن نتفادى الأمور التي تثيرها، ونقلل فرص الاحتكاك والخصام، ونغير طريقتنا في التعامل مع هذه العمة، ونحرص على زيارتها والاهتمام بها، ويفضل أن تكون الزيارات قصيرة، كما أن الإحسان لهذه العمة سوف يخفف توترها وغضبها، وأولى الأرحام بالصلة والإحسان هو ذو الرحم الكاشح، يعني: النافر من أرحامه، والذي في نفسه شيء، والهدية تسل السخيمة.
وباختصار: لا ينبغي أن تقاطعوا هذه العمة مهما كانت الأسباب.
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا شرورنا أنفسنا.
وبالله التوفيق.