التصوير الطبقي المحوري للدماغ

0 509

السؤال

هل التصوير الطبقي المحوري، أو تخطيط الدماغ، يظهر فروقا أو اختلافات عضوية، أو كيميائية، أو غيرها، لدماغ المصاب بمرض الوسواس القهري عن أدمغة الأشخاص غير المصابين بمرض الوسواس القهري؟

وهل يظهر الخلل الكيميائي، لمادة السيروتينين في الدماغ، بهاتين الطريقتين؟

وهل يمكن معالجة وشفاء مرض الوسواس القهري؛ بتناول الأدوية المعالجة للاكتئاب؟

وهل الأدوية المعالجة للوسواس القهري، هي نفس الأدوية المعالجة للاكتئاب؟

وهل تستطيع الأدوية المعالجة للاكتئاب تحريض الدماغ على إفراز مادة السيروتينين، والشفاء من الوسواس القهري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Islamnoor حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا على سؤالك، فهو سؤال علمي وجميل جدا.

أولا يا أخي، الأمر ليس بالبساطة التي قد يتصورها البعض، فكيمياء الدماغ معقدة جدا، خاصة الموصلات العصبية، ولكن هنالك الآن أدلة مادية وقرائن أحوال قوية تدل أن مادة السيروتينين أو أن اضطراب مادة السيروتينين يؤدي إلى مرض الوسواس القهري، وهذا الاضطراب يعرف في منطقة تسمى بخلية كوديت.

أما فيما يخص تخطيط الدماغ، فهو لا يفيد في هذا الأمر؛ حيث أن تخطيط الدماغ يحدد البؤرات الصرعية، وبعض النشاطات الدماغية الأخرى.

أما بالنسبة للصور المحورية المقطعية، فهنالك نوع خاص بعرف باسم Pet، وآخر يعرف باسم الرنين المغناطيسي الوظائفي، هي التي تحدد المسارات الكيميائية الغير مباشرة لأي خلل في مادة السيروتينين، وهذه هي التي يمكن أن تحدد هذه العلة في مرضى الوسواس القهري.

أرجو أن أؤكد لك حقيقة وهي أن مادة السيروتينين لا يمكن قياسها في المخ في أثناء الحياة، إنما بعد الوفاة، ولقد تم تحليل دماغ مرضى الوساوس القهرية وكذلك الاكتئاب، ووجد أن هنالك نوعا من الخلل عند هؤلاء الأشخاص، والحمد لله فالآن يسير العلم في تطور في هذا السياق .

بالنسبة لأدوية الاكتئاب، وعلاقتها بعلاج الوساوس القهرية، هنالك أدوية تم استحداثها لعلاج الاكتئاب أولا، ثم اتضح أن هذه الأدوية تعالج الوساوس القهرية أيضا، ومجموعة هذه الأدوية تعرف باسم Ssris، وهذا ليس مستغربا؛ لأن لمادة السيروتينين سبعة مشتقات، منها ما يتسبب في الاكتئاب، ومنها ما يتسبب في القلق، ومنها ما يتسبب في الوساوس، ومنها ما يتسبب في المخاوف، وقد وجد أن مجموعة Ssris تعمل على تنشيط وتنظيم كل مشتقات السيروتينين .

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات