الوسائل التي تعين الإنسان على أن يكون على الصراط المستقيم

0 621

السؤال

أنا فتاة عمري 17 سنة، وأريد أن أفعل أشياء تقربني من الله، ولا يوجد لدي أصدقاء أتحدث معهم ويعينوني على طاعة الله، وكلما أنهض للقيام بفعل أي شيء أصاب بالإحباط.

ماذا أفعل كي أكون على الصراط المستقيم، لا أهتز ولا أتذبذب ولا أتراجع.

أسأل الله لي ولكم الثبات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ندى نبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

نسأل الله لنا ولك السداد والهدى والرشاد، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

شكرا لك على هذه الرغبة في الخير، وزادك الله حرصا وتوفيقا، وإن تصدقي الله يصدقك، ونوصيك بالتوجه إلى الله واللجوء إليه، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، واعلمي أنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن سأله أعطاه.

واحرصي على الإخلاص في نيتك وعملك، ولا تستجيبي لوسوسة الشيطان الذي همه أن يحزن الذين آمنوا، ولكنه حقير لا يستطيع أن يضر أحدا إلا بإذن الله، وتكثر وساوس هذا العدو لمن يريد فعل الخيرات، وقد أقسم هذا العدو على أن يقعد في طريق طلاب الهداية (( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ))[الأعراف:16]، ولا سلطان للشيطان على أهل الإيمان والتوكل على الله، قال تعالى: (( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ))[النحل:99].
والذي يفعل الخير لا يصاب بالإحباط؛ لأن مجرد النية الصالحة دليل على بذرة الخير، وإذا هم الإنسان بحسنة ولم يعملها كتبها الله له حسنة، وينال المضاعفة في الأجر بقدر إخلاصه، فاحرصي على الطاعات ولو كانت قليلة، واجتهدي في البحث عن صديقات صالحات، فإن لم تجدي فاجعلي كتاب الله صاحبا وجليسا، فإنه صاحب لا يغش، وجليس لا يمل، والحرف منه بعشر حسنات.

ومما يعينك على الثبات قراءة سير الصالحين والصالحات من سلف الأمة الأبرار، والاجتهاد في التشبه بهم، فالتشبه بالكرام فلاح.

وابتعدي عن المعاصي والذنوب، فللمعاصي شؤمها وآثارها، وتذكري أن السيئة تجر إلى أختها والحسنة تأتي بمثلها، ومن ثواب الحسنة وبركتها ما يتلوها من حسنات.

ومما يساعدك على سلوك سبيل المؤمنين الاجتهاد في تبديل نظام (روتين) الحياة الخاص بك، واعلمي أنك مسؤولة عن عمرك وعن شبابك، فقد جاء عن الهادي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع -وفيه- وعن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه) وتذكري أن الموت يمكن أن يأتي الإنسان وهو في غفلة، فتكون الحسرة والندامة، والعياذ بالله.

وأنت بإذن الله على خير، فكرري المحاولات لعمل الصالحات، وأكثري من ذكر الله وطاعته واللجوء إليه.

نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.

والله ولي الهداية والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات