وصايا لفتاة تعاني كره أمها بغير سبب ظاهر

0 1047

السؤال

مشكلتي تكمن في أمي، فهي تكرهني جدا، تعاملني كأني لست ابنة لها، إخوتي جميعا في كفة وأنا وحدي في كفة أخرى، لا أدري ما هو السبب؟ فما أفعله أنا ويكون صوابا تخطئه، وما أفعله ويكون خطأ تقول بأني غبية ولا أفهم شيئا، ودائما ما كانوا –جميع أفراد أسرتي- ينادونني بالمغفلة من جميع أفراد أسرتي إلا أبي، فقد كنت مقربة إليه قبل انفصاله عن أمي، أحاول بشتى الطرق أن أبرها وأن أحسن إليها، فوالله! ما أحد أبر بها مني في العائلة، أطبخ لها ولإخوتي، أغسل الملابس، أرتب المنزل، ولا أحد يساعدني، ولما كانت لدينا شغالة كنت أساعد الشغالة بل وتدخل أمي على الخادمة لتعطيها الطعام وتصنع لها الشاي، بل وأحيانا تأمرني بأن أضع للخادمة الغداء، فأحس أني أنا الخادمة لا هي، بل خادمة الخادمة.

أنا ولله الحمد والمنة محبوبة جدا لدى الناس، وهذا ما أواسي به نفسي، فما إن يراني كبير أو صغير، فتاة أو متزوجة، حتى الرجال ما أن يسمعوا بي إلا ويحبونني، علما بأني لا أريد الزواج، فأنا لا أحب شيئا اسمه زواج، فالعرسان كثر، لكني لا أريد الزواج.

أريد حلا مع أمي، ماذا أفعل لأرضيها؟ أخاف الإثم ورب الكعبة، أحيانا أسهر لأجلها، وأختي نائمة لا تصنع شيئا ولا تتحرك من مكانها، ومع ذلك هي المفضلة لدى أمي وأنا لا، إن أخطأت أختي حملتني أمي عبء خطئها، وإن أردت أن تغضب أمي فقل لها اسمي.

إن وضع الأكل أبعدته عني لئلا آكل، فتقول لإخوتي: كل يا فلان وكل يا فلان وأنا لا تأبه بي، فإن مددت يدي إلى الصحن لآكل أبعدته عني وقالت: لم لا تأكل من هذا يا فلان -تعني أخي-؟

وإن أكلت أنا لوحدي جاءت لتنظر ماذا أكلت فتقول: من أكل هذا؟ ومن أكل هذا؟ يا الله! انتهى الطعام، ماذا سيأكل فلان -تعني أخي- إن أتى من العمل؟ مع أن القدر يكون مليئا بالطعام، فأخجل من نفسي وأترك الأكل وأعيده.

رحمكم الله وغفر لكم، ماذا أصنع؟ كرهت نفسي لكره أمي لي؟ فأنا أحبها ولكنها لا تحبني؟ أريد أن تشعر ببري لها وإحساني إليها، ولكن هيهات، فهو بعيد، كيف الحال؟ أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ شقيقة الرجال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، ونعتذر إليك عن تأخر الرد، ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله.

ونسأله -جل وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجزيك خيرا عن والدتك وصبرك عليها، وأن يجزل لك المثوبة والعطاء، وأن يبيض وجهك يوم القيامة، وأن يصلك بوصله، وأن يتفضل عليك بمزيد من فضله وكرمه، وأن يصلح والدتك، وأن يملأ قلبها محبة لك.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فلأول مرة في حياتي أسمع عن مثل هذه الحالة، وتلك الكراهية التي لا مبرر لها فيما يبدو ظاهرا، أما الباطن فعلمه عند الذي يعلم السر وأخفى، حقا إنه لأمر محير فعلا! مع ذلك فإنه خير عظيم لك عند الله تعالى، ألم تسمعي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافئ، وإنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، فإذا كان هذا في صلة الرحم فما بالك بالأم؟! حقا إن الإحسان إليها والصبر عليها أعظم أجرا وثوابا مما تتصورين، ولذلك أنصحك بالآتي:

1- مواصلة البر والإكرام والطاعة والإحسان، وعدم التوقف مطلقا.

2- زيادة هذه الجرعة من هذا البر والإحسان أكثر وأكثر قدر استطاعتك.

3- وجهي سؤالا لوالدك وأقرب الناس إليك عن سبب هذه الكراهية، ولا مانع من توجيه السؤال نفسه إلى والدتك، وسؤالها عن سبب هذه الشعور، وما هو الحل من وجهة نظرها؟!

4- أنصحك بمزيد من الصبر والتحمل، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، وأبشري بنصر الله لك وتأييده.

5- أكثري من الدعاء لأمك بالهداية وصلاح ما بينك وبينها.

6- أكثري من سؤال الله المغفرة لها، عسى الله أن يغفر لها، وأن يتوب عليها.

7- ذكريها بين الحين والآخر بأنك ابنتها، وأن هذه التصرفات تؤلمك، وتؤثر في نفسك، وأنك من بقية الأسرة في حاجة إلى عطفها وحنانها.

وختاما: أتمنى لك التوفيق في مهمتك، وأن يهدي الله أمك، ويتوب عليها.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات