السؤال
مشكلتي تكمن في أمي، فهي تكرهني جدا، تعاملني كأني لست ابنة لها، إخوتي جميعا في كفة وأنا وحدي في كفة أخرى، لا أدري ما هو السبب؟ فما أفعله أنا ويكون صوابا تخطئه، وما أفعله ويكون خطأ تقول بأني غبية ولا أفهم شيئا، ودائما ما كانوا –جميع أفراد أسرتي- ينادونني بالمغفلة من جميع أفراد أسرتي إلا أبي، فقد كنت مقربة إليه قبل انفصاله عن أمي، أحاول بشتى الطرق أن أبرها وأن أحسن إليها، فوالله! ما أحد أبر بها مني في العائلة، أطبخ لها ولإخوتي، أغسل الملابس، أرتب المنزل، ولا أحد يساعدني، ولما كانت لدينا شغالة كنت أساعد الشغالة بل وتدخل أمي على الخادمة لتعطيها الطعام وتصنع لها الشاي، بل وأحيانا تأمرني بأن أضع للخادمة الغداء، فأحس أني أنا الخادمة لا هي، بل خادمة الخادمة.
أنا ولله الحمد والمنة محبوبة جدا لدى الناس، وهذا ما أواسي به نفسي، فما إن يراني كبير أو صغير، فتاة أو متزوجة، حتى الرجال ما أن يسمعوا بي إلا ويحبونني، علما بأني لا أريد الزواج، فأنا لا أحب شيئا اسمه زواج، فالعرسان كثر، لكني لا أريد الزواج.
أريد حلا مع أمي، ماذا أفعل لأرضيها؟ أخاف الإثم ورب الكعبة، أحيانا أسهر لأجلها، وأختي نائمة لا تصنع شيئا ولا تتحرك من مكانها، ومع ذلك هي المفضلة لدى أمي وأنا لا، إن أخطأت أختي حملتني أمي عبء خطئها، وإن أردت أن تغضب أمي فقل لها اسمي.
إن وضع الأكل أبعدته عني لئلا آكل، فتقول لإخوتي: كل يا فلان وكل يا فلان وأنا لا تأبه بي، فإن مددت يدي إلى الصحن لآكل أبعدته عني وقالت: لم لا تأكل من هذا يا فلان -تعني أخي-؟
وإن أكلت أنا لوحدي جاءت لتنظر ماذا أكلت فتقول: من أكل هذا؟ ومن أكل هذا؟ يا الله! انتهى الطعام، ماذا سيأكل فلان -تعني أخي- إن أتى من العمل؟ مع أن القدر يكون مليئا بالطعام، فأخجل من نفسي وأترك الأكل وأعيده.
رحمكم الله وغفر لكم، ماذا أصنع؟ كرهت نفسي لكره أمي لي؟ فأنا أحبها ولكنها لا تحبني؟ أريد أن تشعر ببري لها وإحساني إليها، ولكن هيهات، فهو بعيد، كيف الحال؟ أفيدوني.