السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي بنت عمرها سنة وشهرين، مشكلتها أنها كثيرة الحركة بشكل غير متصور، لا أمنعها من شيء تخربه إلا وأجدها ذهبت إلى آخر تخربه، وأحيانا أحس أنها تمشي بدون تركيز في شيء معين، وتجري هنا وهناك، وكأنها خارجة من سجن، وعندما أمنعها من شيء لا تمتنع عنه لا بالتوبيخ ولا بالضرب ولا بأي طريقة أخرى، وعندما تمشي تكون مسرعة، حتى أنها فتحت جبتها لأنها طاحت على حافة الباب، وبعدها بأسبوع بالتمام ضربت رأسها في الباب في نفس المكان تقريبا، رغم أنها كانت في يدي وتركتها، ثم تلفت فلقيتها طايحة في الأرض .
سؤالي: هل هذا طبيعي في هذه السن؟ أو أن ابنتي فيها مرض فرط الحركة الشديد ويحتاج لها علاج؟
أرجو الرد السريع إذا أمكن على البريد الإلكتروني.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأم الحائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلمي –أختي- أن تربية الطفل فن قائم بذاته، يتطلب الذكاء من قبل الوالدين، بالإضافة إلى الخبرة والجهد والتضحية، فليست تربية الطفل مجرد روتين يتبع، كتقديم الطعام والكساء والمأوى مع الخدمات الصحية والإرشادات الكلامية، إلى أن يصبح الطفل رجلا فيتولى نفسه بنفسه، ولكن المسألة أبعد من ذلك بكثير وأعمق من ذلك بكثير، فبمقدار ما تكون التربية الطفولية مستقيمة وسليمة بقدر ما نحصل على أطفال يتمتعون بالصحة النفسية التامة والسلوك الحسن.
أما بالنسبة لمشكلة ابنتك فهو أمر طبيعي إن شاء الله تعالى، وهذا غالبا ما يحدث مع الأطفال في خلال السنة الثانية من العمر وفي مراحل المشي الأولى التي تعقب مرحلة الحبو، فيمتاز الطفل في هذه السن بالعبثية والعصبية، حيث يعبث بكل شيء يجده أمامه، ويكون عصبي في تحركاته، وينشط عند الطفل فضولية الاكتشاف وحب المعرفة والتفاعل مع الأشياء المحيطة به، فيعبث بترتيب الأواني، ويكسر بعضها أو يتلفه، مع الشعور بالغبطة في المراحل الأولى لكونه يرى حدثا جديدا.
ولعلاج هذه الظاهرة، يجب عليك اتباع الخطوات التالية:
1- الرفق واللين في التربية، وعدم العصبية في مثل هذه المواقف.
2- محاولة إبعاد الأشياء الثمينة عن متناول يد طفلتك.
3- إبعادها عن الأماكن الخطرة، ومحاولة مراقبتها بشكل دائم ومستمر.
4- وإذا صادفت وأن أخذت ابنتك شيئا ثمينا فدعيها لبعض الوقت تلهو به، ثم اطلبي منها أن ترده وبرفق دون عصبية أو نرفزة.
6- اذهبي بطفلتك إلى المتنزهات والحدائق العامة للعب والترويح عن النفس.
وبالله التوفيق.