أسباب العناد والتمرد عند الأطفال

0 302

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحبذا لو تساعدونني في هذه القضية: امرأة لها بنت عمرها الآن (10) سنوات، وفي هذه البنت أشياء لا تطاق؛ مما أدى بأمها أن عدتها حالة مأساوية، وعذابا من الله، أخبرك عن البنت:

- لا تطيع: لا أمها، ولا أباها، ولا إخوتها.

- تعاند أمها.

- تريد أشياء لا تريدها أمها، وأشياء أخرى...

إن جئتها بالطيب والكلام الطيب، لا تقنع، وإن جئتها بالسيء، مثل الضرب أيضا، لا تقنع، تتكلم عنها الأم كلاما لا يطيقه أحد، ولا يؤثر فيها! هل هذه الحالة مراهقة مبكرة، أم طفولة عنيدة، يعني: هل ستستمر حالتها أبدا، أم هذه فترة عابرة؟ وهل هذا التصرف نتيجة حرمانها الذهاب إلى أماكن تريدها (كالجيران، والدكان، والمخيمات المختلطة)، وحرمانها الاختلاط مع الأولاد، أم ماذا؟
نرجو المساعدة في أقرب وقت ممكن، والسلام عليكم!.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الحالة التي ذكرتها عن ابنتك هي ما يسمى في مصطلح علم النفس بالعناد والتمرد، وهذه حالة طبيعية عادية، تبدأ منذ الطفولة الأولى، وتمتد إلى مرحلة المراهقة، وهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، وقد تكاد تكون هذه المشكلة من أهم المشاكل التي تواجه الآباء، وتتطور أشكال العناد من مرحلة إلى أخرى، وقد ترجع أسباب هذه الظاهرة إلى:

1- الرغبة في تأكيد الذات من البنت.

2- نتيجة فرض قيود مشددة على سلوكيات البنت في الأكل والملبس والخروج والدخول.

3- وضع قيود ضد رغبات البنت في ممارسة اللعب، وتدخل الأهل في حياتها الشخصية وإفسادها.

4- إهمال الوالدين للبنت، وتركها معزولة في البيت، وعدم اصطحابها في زياراتهم.

كل هذه السلوكيات قد تؤدي بها إلى التمرد والعناد وعدم سماع الكلام، وهنا يحتاج الأمر من الأب الأم الحكمة في علاج هذه المشكلة، وأهمها:

1- عدم استعمال القسوة في تربية البنت.

2- اعلم أن العناد لا يقاوم بالعناد، فعلى الأب أن يحاول إقناع ابنته بما هو صحيح وبما هو خطأ، وبأسلوب مشوق لا كراهية فيه.

3- على الأب أيضا أن يعطي ابنته نوعا من الحرية في اللعب مع زميلاتها، ولكن مع المراقبة.

4- على الأب كذلك القيام بمصاحبتها إلى المنتزهات والأماكن العامة، وتلبية رغبتها في شراء بعض ما تحتاجه دون أن يكون مكلفا.

5- وعليه أن يشجعها ويقدم لها هدايا من حين إلى آخر تكريما لها على ما تقدمه.

6- على الأم أيضا أن تقوم بدورها، وأن تصاحب ابنتها، وتعلمها من أمور البيت ما يشغلها عن أمور أخرى.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات