السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب مقبل على الزواج، اكتشفت مؤخرا بعد أن قمت بإرسال برقية إلى زوجتي إلى بريدها الإلكتروني باسم مستعار أطلب منها أن تحكي لي وبالتفصيل كيفية معاشرة الزوج لزوجته، فإذا بها تجيبني بالتفصيل الممل!
فعلت هذا؛ لأنها أخبرتني أنها تتحدث مع الرجال عبر الإنترنت، فلما نصحتها بألا تفعل ذلك لأنه ضد الشرع، ولأنني لا أحب ذلك، فأخبرتني بأنها ستتركه، وبأن علاقتها بالرجال على الأنترنت علاقة جد محدودة.
أعرف أنني قد أخطأت في تصرفي، فهل يمكنني أن أتزوج فتاة بهذا الشكل، أم أدعها؛ لأنني الآن لم أعد أثق بها، وأبحث لي عن أخرى ملتزمة؟
مع العلم أن هذه الفتاة ترتدي الحجاب، وتدعي أنها ملتزمة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/Sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يرزقنا جميعا السداد والرشاد، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا. وبعد:
فإن كلام المرأة مع الرجال، ومراسلتهم عبر الإنترنت أو الهاتف أمر في غاية الخطورة، وقد سقط في النفق المظلم عدد كبير من الضحايا، وأغلب من هلك كان من النساء، وقد سد الإسلام أبواب الشرور والفتن، وباعد بين أنفاس الرجال والنساء.
وأرجو أن نتثبت، ونتخذ كافة الوسائل عند الاختيار؛ حتى لا نضطر للانسحاب بعد عقد النكاح؛ فندخل أنفسنا وأهلنا في مواقف محرجة، والإنسان لا يرضى هذه المواقف إذا حدثت مع أخته أو عمته، وكذلك ينبغي أن نحب الخير للمسلمين، ونكره لهم الشر والفضيحة، وأكثر من يتضرر بفسخ الخطوبة أو إبطال عقد النكاح هو الفتاة؛ لأنها تصبح عرضة للقيل والقال، وقد تتهم بما ليس فيها.
وعليك أن تحرص على إسداء النصح لهذه الفتاة، واكتم هذا الأمر؛ فإنه لا يجوز لك وقد هتكت سترها أن تنشر عنها هذا الأمر، والشريعة منهاجها (( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ))[البقرة:229]، وهو الفراق الذي لا تعقبه فضائح ونشر للعيوب، وذكرها بالله وبضرورة التوبة من هذا الأمر، فما أكثر الأشرار الذين يتربصون بنساء المسلمين، واعلم أنه لا يجوز لك تتبع العورات، والإنسان إذا تتبع عورات الناس أفسدهم، وقد يهتك الله ستره، ويفضحه، فإن الجزاء من جنس العمل، ونحن لم نكلف بشق الصدور، وكشف المستور.
ولكن الحياة الزوجية تقوم في الأساس على الثقة المتبادلة، فإذا فقدت تلك الثقة فلا يمكن أن تكون الحياة مستقرة، ومن هنا فالأفضل البحث عن فتاة أخرى أكثر التزاما مع ستر هذه الأخت، وعدم ذكر سبب الفراق؛ حتى لا نضر هذه المرأة، وأرجو أن نحرص على تلمس الجوانب المشرقة، وليس الجوانب السالبة، فكلنا ذوو خطأ، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.
والمجال واسع أمامك وأمام هذه المرأة، ولكن علينا أن نتقيد بآداب هذا الدين العظيم الذي أنزله من يعلم السر وأخفى، وهو -سبحانه- حدد الأرزاق والآجال ونحن في بطون الأمهات، ونسأل الله أن يهيئ لك حياة مستقرة خالية من الشكوك، وأن يهيئ لتلك الفتاة حياة سعيدة مع رجل آخر يكون عونا لها على طاعة الله، قال تعالى: (( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما ))[النساء:130].
والله الموفق.