تربية الطفل العنيد

0 319

السؤال

السلام عليكم.
ابنتي قاربت من العاشرة من عمرها، لكنها لا تسمع كلامي في معظم الأحيان، ولا تساعدني في عمل المنزل، وإن عملت، تعمل وهي غضبانة!
وهي أيضا بطيئة في استجابتها لي، وأيضا هي لا تريد حفظ القرآن، مع أن لديها صوتا جميلا، ومخارج جيدة للحروف، وأيضا عندها المقدرة على الحفظ، لكنها لا تريد عمل أي مجهود، إلا في اللعب فقط!

مع العلم أني جربت معها الترغيب والترهيب والتوبيخ والضرب، وهي أيضا لا تصلي إلا عند الإلحاح عليها، وتوبيخها، علما بأن عندي صفة البطء والكسل أيضا، ولم أستطع الإصلاح من نفسي، وقد ذهبت إلى أطباء نفسيين، فقالوا: إن عندي وسواسا قهريا، وعقدة النظام؛ لأني لا أستطيع التنظيم؛ وهذا يجعلني أشعر بالاكتئاب، وعدم الثقة بالنفس!
فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة/ أم سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي -أختي الفاضلة- أنه لا يمكن أن نقابل العناد بعناد مثله، ولكن يجب أن نتكيف مع هذا العناد، وخاصة مع طفلتك وهي في هذا السن؛ حيث أن العناد في هذا السن يعتبر وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواء كانوا من الأهل أو من غير الأهل.

أما بالنسبة لعلاج مثل هذه المشكلة، فيجب اتباع الخطوات التالية:

1- يجب التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية طفلتك.

2- لا تعرضي طفلتك لمواقف إحباطية تخلق لديها ردود فعل متمثلة في العناد والتمرد.

3- جربي معها الكلمة الطيبة مع الابتسامة وليست المصطنعة وإنما الحقيقية الصادرة من القلب.

4- اصحبي طفلتك واجعليها مثل صديقتك، واسمعي منها كل شيء، ولا تردي لها الكلام، وإذا كان فيه خطأ فحاولي أن تصوبي لها بالتي هي أحسن دون استعمال الغضب ورفع الصوت.

5- رغبيها في الصلاة بالحكمة وليس بالقوة، صحيح أن الضرب جائز على عشرة ولكن أحيانا الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة قد تجدي نفعا، فإذا حان وقت الصلاة صلي معها؛ حتى تتعلم منك المحافظة على الصلاة في وقتها.

6- لبي رغباتها في شراء الأغراض التي تحتاجها دون أن يكون فيه تكلفة أو حرمة شرعية.

بهذا تستطيعين كسب قلب طفلتك، وتغيري من أحوالها بإذن الله تعالى.

استعيني بالله ولا تعجزي، ولا تفكري لا في وسواس ولا في اكتئاب، هذا إذا أردت أن تنجحي في عملك أيا كان، وإذا أردت أن تعالجي مشكلة أطفالك، وإذا أردت أن يوفقك الله في تربية أطفالك، وإذا أردت أن تقومي بأعمالك المنزلية، وإذا أردت أن تغيري من حالك وتصلحي نفسك، وإذا أردت العلو في الدنيا والآخرة، فلا تستسلمي للوسواس ولا للاكتئاب، ويجب أن تكون لديك طاقة إيمانية قوية، ولا تتركي المجال للصوص الطاقة فيسلبونها منك، واتركي دائما باب الأمل مفتوح، واعلمي أنه مع الضيق يأتي الفرج وأنه مع العسر يسرا بإذن الله تعالى.

فاشدد يديك بحبل الله معتصما، فإنه الركن إن خانتك أركان.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات