الإحساس بالوحدة عند الطفل

0 391

السؤال

رزقت ببنت بعد 14عاما من الزواج - ولله الفضل والمنة - عمرها الآن 5 سنوات، أنا وزوجي نعاني حاليا من الاكتئاب، زوجي حالته شديدة نوعا ما، وأنا حالتي أقل.

أعمل جاهدة كي لا اشعر ابنتي بالمشكلة. بدأت تطالبني بإنجاب طفل؛ فأخبرتها أني لا أريد طفلا آخر. أسئلتي هي:

1- هل طريقتي سليمة في ردي عليها في موضوع الإنجاب؟ مع العلم أني لا أريد أن أخبرها أنها إرادة الله؛ حتى لا تسيء الظن بالله، وأنه حرمها من شيء محبب لها.

2- هل يمكن أن تكون متأثرة بمشكلتنا؟ مع أني أعمل جاهدة على ألا تشعر بشيء.

3- كيف أشغل وقت فراغها بشيء غير التلفزيون - وهي لا ترغب في حلقة قرآن، ولا مركز صيفي - وهل هذا طبيعي في هذا السن؟

4- لديها تبول ليلي، وقد سمعت أنه من القلق، وعدم الإحساس بالأمان، فكيف أتصرف بطريقة أفضل معها؟ مع العلم أني أشبعها حنانا، ونزهات، وأصدقاء، بشكل معقول، وهي متفاهمة جدا، وتصرفاتها لطيفة ومؤدبة، ولديها ثقة في نفسها، وهوايتها السباحة.

5- أشعر أني حاملة همها؛ لأنها وحيدة، فكيف لي أن أرتاح من هذا الشعور المؤلم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أريد أن أعرف بالضبط السبب الذي أدى إلى ظهور الاكتئاب عندك وعند زوجك، وفي حقيقة الأمر قد يتعرض كل منا أثناء حياته اليومية إلى التغيير في مزاجه وانفعالاته، ومنها الشعور بالاكتئاب وخيبة الأمل، أو الإحباط، ولكن ذلك لا يدوم عادة أكثر من وقت قصير، فقد تتغير الظروف ويتحسن المزاج، وإذا استمر هذا الأمر يصبح اكتئابا مرضيا، فأنا أريد أن أعرف هل الاكتئاب الذي تعانون منه سببه عدم الإنجاب؟ أم أن هناك أمورا أخرى؟

بالنسبة لابنتك، لا شك أن جو البيت له دور كبير في الاستقرار النفسي لطفلتك، وإذا كانت هناك مشاكل أو صراعات أو ضجيج أو صراخ فهذا سيؤثر على شخصيتها، ويجعلها تميل إلى الخوف والإحساس بالوحدة، وتحب أن تبقى لوحدها معزولة عن الآخرين، فلابد أن تتفطني لهذا الأمر، وخاصة أنها البنت الوحيدة في البيت، فأي سلوك داخل البيت قد يؤثر عليها، فلابد أن تكون هناك الابتسامة والترحيب، ومعالجة الأخطاء بالحكمة بدون أي مشكلة.

بالنسبة لسؤالها عن الإنجاب، حاولي أن تخبريها أن هذه الأمور بيد الله تعالى، فهو الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما، فلابد أن ترسخ هذه الأفكار في ذهن طفلتك، وتربي فيها من الصغر أن الأمور كلها بيد الله تعالى وليست بيد البشر، وعلميها أن تلجأ إلى الله تعالى بالدعاء لكي يرزقها أخا أو أختا.

اعلمي أن طفلتك في هذه السن محتاجة إلى اللعب، فاللعب حاجة من حاجات الطفولة، من خلاله ستتعرف ابنتك على أشياء لم تكن تعرفها من قبل، وأيضا هو بمثابة رياضة ذهنية كمقدمة للاكتشاف، فأعط لها المجال لذلك، واشتري لها بعض الألعاب التركيبية، واتركيها تركب على طريقتها الخاصة.

أما بالنسبة لقضية حفظ القرآن الكريم، فلا تحفظيها لوحدها، وإنما حاولي أن تدمجيها مع بنات في سنها إذا كانت هناك حلقات تحفيظ في مسجد الحي، فإن ذلك يكون أفضل؛ حتى تحتك بالعالم الخارجي ولا تبقى منطوية على نفسها.

بالنسبة لمشاهدة التلفيزيون، الآن ولله الحمد هناك قناة إسلامية هادفة للأطفال، وهي قناة المجد، وهي خاصة للأطفال، اتركيها تتابع برامج الأطفال، فكلها برامج تربوية تعليمية هادفة.

أما قضية التبول الليلي، فقد ترجع هذه المشكلة إلى عدة أسباب، منها :

ما يسمى بالبول الانتقامي، وهذا سببه تعاسة الطفل في أسرته، وهو تعبير لا شعوري عن سخطه.
وهناك تبول بسبب الخلافات بين الأبوين، وأحيانا يكون بسبب الاهتمام الزائد بالطفل.

واطمئني أيتها الأخت المباركة، فعلاج هذه المشكلة بسيط بإذن الله تعالى:

1- حاولي أن يكون جو الأسرة هادئا حتى تبتعد طفلتك عن التوتر.

2- اضبطي طعامها وشرابها، وامنعي عنها شرب السوائل قبل النوم.

3- حاولي أن توقظيها بالليل بهدوء، وتأخذيها إلى الحمام حتى تتعود.

أخيرا: اطمئني فابنتك تحتاج إلى جو ملؤه السعادة والبهجة في البيت، ويجب أن تخرجي معها إلى الحدائق والمنتزهات، والأفضل أن تكونوا كلكم مع بعض، وبإذن الله تعالى ستجد السعادة والطمأنينة والراحة النفسية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات