السؤال
نحن أسرة نعاني منذ سنوات من قلة البركة في المال، كما نعاني من عدم الاستقرار المادي والحياتي، ولدينا عقارات معروضة للبيع منذ سنوات ولم نجد لها مشتريا حتى الآن.
فهل الحسد له علاقة بهذا الموضوع، علما بأن كل أمورنا الحياتية تمر بصعوبة، بالرغم من أننا نتصدق وندفع الزكاة بانتظام، ونتقي الله في كل شيء؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ هادي حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يبارك لكم في أرزاقكم وحياتكم، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا!.
فإن البركة في الأرزاق والأولاد والحياة لا تنال إلا بتقوى الله وطاعته، قال تعالى: ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)) [الأعراف:96] فعليكم بوصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: ((ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)) [النساء:131]، واحرصوا على أن تكونوا راضين بقضاء الله؛ فلا تكثروا التضجر والشكوى لغير الله، وعليكم بالدعاء والتوجه إلى الله؛ فإنه سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه.
والمسلم يحتاج إلى مراجعة نفسه، وتذكير إخوانه بالله، فللمعاصي شؤمها وآثارها، وكان السلف إذا صعب عليهم أمر وأشكل عليهم شيء استغفروا الله، وهذا من دقة فقههم، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا صعب عليه أمر، أو أشكلت عليه مسألة فقهية أكثر من الاستغفار؛ فيفتح الله عليه، وقد تكون هناك ذنوب خفية لا يلقى لها الإنسان بالا، والمسلم يحتاج إلى أن يستغفر من الذنوب صغيرها وكبيرها، وسرها وعلانيتها، بل إن سلفنا الأبرار كانوا يستغفرون بعد الطاعات؛ لإحساسهم بالتقصير، واتهامهم لأنفسهم، وهذا دليل على دقة فقههم وفهمهم لكتاب الله، ولا شك أن الحسد والعين والسحر لها علاقة، ولكنها لا تضر إلا بإذن الله، وعليه ينبغي أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن وخواتيم سورة البقرة وآية الكرسي.
والصواب أن نقضي حوائجنا بالكتمان، فإن النفوس إذا تعلقت وتطلعت إلى الشيء أصابته بالعين، والعين الحاسدة تضر بإذن الله؛ لأن العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، على أن المسلم لا يجوز له أن يتهم الناس بالحسد، أو غير ذلك؛ لأنه ربما كان السبب هو ارتفاع الأسعار، أو سوء العرض، أو الموقع، أو أي أسباب أخرى، بل قد تكون المصلحة في عدم بيعها، والإنسان لا يعرف مصلحته، فعليكم بصلاة الاستخارة في كل أمر من الأمور.
وقد أعجبني انتظامكم في إخراج الزكاة، وحرصكم على الصدقات، ونسأل الله القبول، وأرجو أن نخلص في أعمالنا، ونكثر من فعل الطاعات، واحرصوا على أن تكون كلمتكم واحدة، وعليكم ببر الوالدين إذا كانوا أحياء، وبكثرة الدعاء لهما والاستغفار إذا كانوا أمواتا.
ونسأل الله أن يسهل أموركم وأن يستر عيوبكم!.
وبالله التوفيق!.