أعاني منذ فترة من الاكتئاب والوساوس السيئة

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ فترة من الاكتئاب والوساوس، وسواسي هو أنني سوف أرتكب جريمة بقتل أطفالي، وأحيانا زوجي! وذهبت إلى الطبيب النفسي، ولكني خشيت أن أقول له أنني أعاني من الوسواس؛ كي لا يعتبرني مجنونة، ولكني قلت له أني أعاني من الحزن والخوف والقلق، ووصف لي دواء اسمهSalipax، وأنا أستخدمه من خمسة أيام، أشعر بتحسن، لكن هذه الوساوس هي التي تقتلني في اليوم مائة مرة!

هل أصارح الطبيب بهذه الوساوس، أم ماذا؟ وهل هذا الدواء جيد لحالتي؟ أرجو الإفادة، وهل هذا الذي أعاني منه هو مرض الوسوس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي فاطمة! حفظك الله ورعاك! اعلمي أن الأمر الذي تتكلمين عنه هو نوع من الوسواس القهري، وتظهر أعراض هذا المرض في مجموعة من الوساوس والاندفاعات القهرية، وتتمثل في :

- فكرة، أو صورة لمنظر ما: حميد، أو كريه، أو جمل معينة تتردد على تفكيره، وتطارده كل الأوقات.

- الرغبة الجامحة، أو الاندفاع بأن يقوم بأعمال لا يرضى عنها، وعادة ما تكون هذه الاندفاعات في هيئة عدوانية تجاه الذات، أو الآخرين.

- تنتاب المريض أفكار وأسئلة لا يمكن الإجابة عنها، ويحاول التخلص من هذه الأسئلة دون جدوى، وغالبا ما تكون ذات طابع ديني.

وغالبا ما يأتي المريض ويشكو من القلق الشديد، أو الاكتئاب؛ بسبب الوسواس القهري، حيث تسبب له اضطرابا شديدا في حياة المريض الخاصة، وفي علاقاته مع الآخرين.

وهنا يجب عليك - أختي السائلة - أن تراجعي الطبيب النفسي، وتحكي له بكل صراحة؛ لأن الأعراض التي حكيت عليها كلها تثبت وجود أعراض الوسواس القهرية.

ولكن أريد أن أطمئنك - أختي فاطمة - هذا المرض ليس فيه خطر، يحتاج فقط إلى متابعة من الطبيب النفسي؛ لإعطائك بعض العقاقير للعلاج، بالإضافة إلى بعض الجلسات النفسية الإرشادية التي تستطيعين من خلالها أن تفرغي كل ما يجول في خاطرك من أفكار تسلطية خاطئة، واعلمي أن طلب العلاج من الطبيب من البديهيات في الشرع، فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (تداوا - يا عباد الله - فإن الله لم يضع داء، إلا ووضع له دواء غير داء واحد الهرم) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اتركي دائما باب الأمل مفتوحا، وهذا يبعد عنك الضيق والحزن والاكتئاب، وتذكري دائما قول الله تعالى: (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) [الشرح:5-6]، وهذا يعني أنه ما من عسر يأتي إلا ويأتي بعده يسر، وكلما اشتدت عليك الأمور، فاعلمي أن الفرج والشفاء قد اقترب بإذن الله تعالى، واربطي علاقتك بربك، وأكثري من الدعاء والتسبيح وقراءة القرآن بأن يصرف عنك السوء والبلاء، واعلمي أن الله تعالى سيجعل بعد عسر يسرا.

وبالله التوفيق!

مواد ذات صلة

الاستشارات