السؤال
لدي مشاكل عديدة في شخصيتي، ومنها عصبيتي الشديدة، وحساسيتي الزائدة؛ مما يجعل الناس لا يمزحون معي، متسرعة كثيرا!
ولدي مشكلة مع الناس، وهي غيرتهم مني، ولا أعرف سبب تلك الغيرة الشديدة؟
أرجوكم أريد حلا؛ لأرتاح من المشاكل؛ لأن شخصيتي تسبب لي الكثير من المشاكل مع عائلتي وصديقاتي! أرجوكم أريد أن أرتاح من هذا الجحيم!.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائما أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكهم نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهدا أيضا لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة، ويجب أن تعلمي أختي مها أن هذه عصبية منشؤها الغضب، والغضب من النار والشيطان كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تحمد عقباها.
إن عصبيتك هذه قد تولد الانفجار، وتفقدك الحكمة في معالجة الأمور، وأحيانا تضعف شخصيتك أمام الآخرين.
وأنا أقولها لك مرة أخرى اهدئي ثم اهدئي، وتعلمي دائما معالجة الأمور بالحكمة والهدوء والروية، دون اللجوء إلى التسرع والعصبية، واحملي دائما راية الرفق والحنان مع الآخرين.
واسمعي إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بيد معاذ بن جبل رضي الله عنهما، وقال له: (يا معاذ! أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحم اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام).
أما بالنسبة لغيرة الناس منك، فربما تكون مجرد شكوك؛ لأن صاحب الشكوك قد يظن أن جميع الناس أعداء له ويغيرون منه ويتآمرون ضده، وربما هذه التغيرات التي تطرأ عليك يوميا قد تسبب لك التوتر والقلق والانفعال وتجعل أعصابك تلتهب، وقد تفقدك الأمان مع الغير فتدخل الشكوك نحوهم.
أنا أريد أن يكون لديك حسن الظن بالآخرين، فهذا مدعاة إلى الشعور بالاطمئنان والثقة، وتتعمق المودة والمحبة فيما بينكم.
حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والنرفزة والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، وروضي شخصيتك على حب الخير للجميع، تعيشي حياة ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.