السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أنا أم لطفل يبلغ من العمر سبع سنوات في الصف الأول الابتدائي، هذا الطفل لا يحب الدراسة نهائيا وقلبه معلق كثيرا باللعب خارج البيت، والمشكلة أنا نعيش بين أناس يغلب عليهم طابع الجهل وأخشى أن يتأثر بهم وقد حاولت كثيرا أن أحببه بالدراسة وبالجلوس بالبيت وبالابتعاد قدر المستطاع عن رفاقه خارج البيت ولكن دون فائدة.
بالإضافة إلى ذلك فهو لا يأكل الطعام نهائيا، إنما يعيش فقط على أكياس البطاطا الصناعية والشوكلاته والحليب، ولقد احترت في أمري كثيرا، علما أنني موظفة أخرج من بيتي من الساعة السابعة صباحا وأعود الساعة الواحدة ظهرا، وخلال هذه الفترة تظل أخته الكبيرة معه، أما زوجي فهو غير متعلم ولكن ليس بأمي يعمل في معمل يخرج من الساعة السابعة صباحا ولا يعود حتى السادسة مساء ولا يهتم كثيرا بأمر طفله من حيث الدراسة واللعب خارج البيت.
والأمر الثاني أن طفلي منذ صغره كان مدللا من قبل الجميع كثيرا فهو آخر طفل لي وإني الآن محتارة كثيرا في أمره فماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أسأل الله تعالى أن يبارك فيك وفي زوجك وأولادك وأن يجعلكم من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يوفقكم لتربية أولاكم تربية صالحة تسركم في الدنيا والآخرة، كما يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك في أي وقت وفي أي موضوع.
الأخت الكريمة / أم محمد
أخاف بداية أن تكوني قد أعطيت الأمر أكبر من حجمه، خاصة وأن الأولاد في مثل هذه السن من الصعب الحكم على مستواهم الطبيعي؛ لعدم إدراكهم لحقائق الأمور بالصورة الصحيحة.
عموما يرجع علماء التربية ظاهرة الإقبال على اللعب، وإهمال الدراسة، وعدم الرغبة فيها إلى عدة عوامل منها: المدرسة نفسها، أو المدرسين أنفسهم، أو المناهج الدراسية، أو التربية الأسرية، أو البيئة المحيطة، فكل هذه عوامل تساعد إلى حد بعيد في انتشار مثل هذه الظاهرة، إضافة إلى ذلك سوء التغذية الذي يترتب عليه عدم الرغبة في إعمال الذهن، أو شحن التفكير، أو تشغيل العقل لعدم وجود الطاقة اللازمة، لذلك أنصح بضرورة مراجعة المدرسة للوقوف على طريقة التدريس بها، وطلب المساعدة منهم في تشجيع الطفل على المذاكرة والمراجعة، إضافة إلى ذلك أن تعلمي أن الطموح الزائد العالي لديك أو لدى زوجك، وضغطكم الشديد على الولد من أجل التحصيل العالي، قد يتسبب في رد فعل معاكس لديه، فيلجأ إلى العناد وإهمال المذاكرة كنوع من رد فعل.
لذا أرى ضرورة تحديد وقت للعب، ووقت آخر للمذاكرة، وعند اللعب لا يطالب بالدراسة، وعند المذاكرة لا يسمح له باللعب مها كانت الأسباب، فحاولي أن تضعي جدولا لولدك بالاتفاق معه، ودعيه يختار الوقت المناسب للمذاكرة، وكذلك وقت اللعب، وساعديه في ضرورة الالتزام بهذا الجدول، وسوف يتحسن إن شاء الله.
وأما عن موضوع الأكل فإليك ما يلي:
1- ينبغي أن تعلمي بداية أن من أسباب فقد الشهية تناول الحلوى بكثرة، أو تناول مأكولات بين وجبة وأخرى.
2- كذلك من الأسباب إرغامه على الطعام مما يزيده تصلبا في موقفه ورفضه للطعام، كما أن الإلحاح عليه يزيده ابتعادا عن باقي الأطعمة.
3- وقد يكون السبب كراهيته لبعض أصناف الأطعمة لارتباطها في ذهنه بحادثة غير سارة.
العلاج:
1- تنظيم وجبات الطعام.
2- تقديم الأطعمة بطرقة مشوقة.
3- الجلوس على مائدة الطعام وقتا كافيا.
4- تنظيم تناول الأطعمة بطرق تدريجية، الطعام فالشراب فالفواكه.
5- عدم تهديد الطفل إذا لم يأكل.
6- يجب إعلامه أنه لا بديل للصنف الذي يقدم له، فإذا رفضه بقي بدون طعام حتى حلول موعد الوجبة الثانية.
7- يجب أن يجلس الطفل على المائدة كالكبار، ويعامل كمعاملتهم.
8- بيان أهمية بعض الأطعمة بالنسبة له وما يترتب عليها من قوة بدنية، وحماية من الأمراض.
9- عدم تقديم أي طعام وإن كان قليلا بين الوجبات، وبذلك سوف يقبل ولدك على الطعام بطريقة طبيعية إن شاء الله. وسيكون في أحسن حال بإذن الله رب العالمين.
مع تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد.