السؤال
أنا سيدة في سن 28، تزوجت منذ 3 سنوات، ولم أرزق بأطفال حتى الآن، أحب زوجي جدا جدا! وقد حاولت العلاج بعد 7 أشهر من زواجي، وكل الأطباء أجمعت على أن الحمل وارد، لكن يحتاج إلى وقت!
علما أنه حدث حمل منذ سنة، ولكن لم يكمل! وزوجي دائم السفر؛ مما يؤثر في تأخير الحمل، وقد سافرت مع زوجي إلى السعودية من أجل عمله، وكنت ناوية أكمل العلاج هناك، ولكني عند بداية طلبي منه الذهاب إلى دكتور، لقيته غير مهتم، وغير قابل أن أذهب إلى أي دكتور!
ومنذ أسبوع صرح لي أنه يريد أن يتزوج من أخرى من أجل الأطفال، وأنا أكاد أن أجن،ولا أعرف كيف أفكر؟ زوجي في سن ال33، وهو خائف أن يرزق بأولاد في سن كبير،وعارف أن العلاج ممكن أن يطول معي.فالحل الأمثل بالنسبة له أنه يتزوج، وينجب أولادا من أخرى! وأظل أنا معه كذلك؛ لعل وعسى أن يرزق مني بأولاد بعد فترة.
أنا أحس بشعوره لما قال لي أنه يبكي بداخله لما يرى أطفالا صغارا؛ لأنه يتمنى الأولاد! وهذا يكون نفس شعوري طبعا، ولكن فكرة أنه يتزوج علي صعبة جدا جدا، أنا لا أعرف ماذا أعمل؟ طبيعة زوجي دائما أنه يريد كل حاجة بسرعة! أنا ما أقدر أن أقول عنه أنه إنسان غير جيد.بالعكس هو يخاف الله جدا!
أنا فكرت أن أتركه وأرجع إلى بلدي ليستطيع الزواج من أخرى. وربنا يرزقه بأطفال! لكن لا أعرف كيف أستطيع ذلك! فأنا أحبه جد، ولا أعرف كيف أقنعه لينتظر معي في العلاج، خصوصا أن أعصابي بعد معرفتي برغبته بدأت بالانهيار.
عندي إحساس قوي أني سوف أمرض مرضا شديدا من شدة غضبي! أيمكن أن تقول لي هو هذا الوقت يعتبر أنانيا؛ لأنه لا يطيق الصبر علي. وخصوصا أن كل الأطباء يؤكدون أن مع المتابعة إن شاء الله سوف أرزق بالأطفال! رجاء! ففكرة استمراري معه وهو متزوج هذه بمثابة قتل بطيء لي!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ H حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يقضي حاجتك، وأن يفرج كربتك، وأن يرزقك ذرية صالحة، وأن يبارك لك في زوجك، وأن يديم بينكما المودة والرحمة والمحبة، وأن يرزقك الرضا بقضائه وقدره.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأوصيك أولا وقبل كل شيء بالاجتهاد في الدعاء والإلحاح على الله أن يمن عليك بالذرية الصالحة، ولا تملي أو تتوقفي عن ذلك أبدا؛ لأنه سبحانه يحب أن يسأله خلقه، ويحب الملحين في الدعاء، وقد أمرنا سبحانه بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولم ولن يخلف الله وعده، فأكثري من الدعاء على قدر استطاعتك في جميع الأوقات والأحوال، وأبشرك بالفرج القريب إن شاء الله.
ثانيا: موضوع الزواج من ثانية ليس بالأمر المحرم أو المنكر، وإنما هو أمر يتوقف قبوله عليك أنت شخصيا، فلو حاولت استقبال الأمر على أنه من قضاء الله وقدره، وأنه ابتلاء سوف يكرمك الله به ويكافئك عليه، وسألت الله أن يعينك على التأقلم مع تلك الحياة الجديدة، فسوف تتغلبين على هذه المسألة وأنا واثق من ذلك، خاصة وأنك الأولى صاحبة المكانة عند زوجك، وفوق ذلك فحملك مسألة وقت، وما يدريك لعل وجودها يكون سببا في حملك وإنجابك قبلها، بل لعل الله لم يقدر له بولد منها، وإن كنا لا يجوز لنا أن نتمنى ذلك أو ندعو به.
فأرى ألا تتركي زوجك أو منزلك لهذا السبب مطلقا، وأكثري من الدعاء أن يعينك الله على التعايش والتأقلم مع هذا الجو الجديد، ولا تهملي زوجك أو تقصري في حقه كنوع من رد الفعل نتيجة زواجه، فهذا من أكبر الأخطاء وأعظمها، وإنما كوني دائما الشعلة المضيئة المشرقة، والوردة الجميلة طيبة الرائحة، والزوجة الودود التي إذا نظر إليها زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته، حتى تكونين بذلك صاحبة المنزلة الأولى عنده، وفوق ذلك لك عند الله منزلة الصابرين الراضين بقضاء الله وقدره، والذين قال عنهم مولانا: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))[الزمر:10]، ودعي عنك كلام الناس، أو إنك سوف تمرضين مرضا شديدا، فهذه أوهام لو صدقناها لحدثت، ولو أهملناها لما حدث منها شيء.
وبالله التوفيق.