البرود والنفور في العلاقة بين الزوجين.

0 769

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة أبلغ من العمر 22 عاما، متزوجة منذ حوالي 3 سنوات، ولدي طفلتان، والحمد لله ملتزمة وزوجي ملتزم، ولكن كنا على علاقة قبل الزواج (علاقة حب) امتدت لمدة سبع سنوات تقريبا، ولكنا تبنا إلى الله، والآن توجد مشاكل كثيرة جدا بيننا، فلا تتعدى أياما قلائل حتى تحدث مشكلة.

ولقد اعترف لي زوجي ذات يوم أنه أخطأ عندما تزوجني؛ لأنه -كما يقول- لقد شبع مني تقريبا، وأن الميزة في الزواج أن يكون بين اثنين لا يعرفان بعضهما، ويبدآن بالتعارف على بعض، وحينها أنا صدمت وعرضت عليه الزواج من أخرى، ورحب بهذا القبول مني، ولكننا فشلنا في إيجاد زوجة أخرى، وأجلنا الفكرة حتى حين.

ولكني اكتشفت بعد ذلك أنه يخونني مع امرأة أخرى (علاقة حب)، ولكنه ندم على ما فعله ندما شديدا، وأنا قبلت أسفه، ولكن نتيجة لسوء معاملته لي من أول زواجنا فأنا بدأت أخرجه من حياتي واحدة واحدة، وهو لاحظ ذلك فغضب، ولكني ما زلت أحبه وقلت له إن هذا نتيجة سوء معاملتك لي وتجاهلك لي تماما.

فكان لا يقعد معي، أو يتكلم معي مثل المتزوجين، ولا يمدحني، ويجلس كثيرا جدا مع أصحابه، وأيضا فهو يضربني ضربا يؤثر في ويسبني، وعندما أقول له هذا حرام، يقول إنه على سبيل التأديب (أي: السب والضرب).

وأنا لا أنكر أن صوتي عال جدا وعصبية جدا، وعندما أغضب لا أعلم ما أقول، وأقول أشياء جارحة، وأني لا أهتم ببعض الأشياء الواجبة علي، مثل التزين له، ولكني بدأت في التغير، ولكن بالنسبة للصوت العالي والعصبية فلم أستطع.

وأيضا لا أحترمه، فبما أننا كنا على علاقة سابقة فالاحترام كان قد فقد منه جزءا كبيرا نظرا لتقارب السن وغيره، أصبحت عندما أقول له شيئا يضايقني فيه، يأخذها على كرامته ويغضب.

نعم أنا أخطىء في أسلوب كلامي، ولكنه لا يهتم بما أشتكي منه ويهتم بالأسلوب، ولا يعترف بغلطه إلا نادرا جدا.

أنا أحس أن الحياة منتهية بيننا نفسيا، وأننا نعيش هكذا وخلاص، أنا من ناحيتي أحبه ولكني غاضبة جدا من تصرفاته، بصراحة من أول ما قال لي أنه ندم على زواجه مني وأنا حزينة جدا من داخلي، وزاد من حزني خيانته لي التي لم ولن أنساها، فكم أبكي وأكتئب عندما أتذكر هذا الموضوع، والله المستعان.

ولأني عندما أغضب أقول أشياء سيئة جدا في حقه، فطبعا أرجع أندم وأعتذر، حتى وإن كان الحق معي في بداية الأمر، إلا أنه يضيع حقي لسوء أدبي معه، فأظل طبعا متضايقة جدا، ويترسب هذا كله بداخلي.

أنا لا أنكر أن في زوجي كثيرا من الصفات الحميدة، وأنه ذو دين ـ الحمد لله ـ ولكني لا أعلم ما الحل في هذه المشاكل؟

هل الحياة ستستمر بهذه الطريقة أم أطلب الطلاق حتى نرتاح ويذهب هو ليتزوج بمن ترضيه؟

عندما أكون غاضبة لا أريد العيش معه، وأفكر في الطلاق جديا، ولكن عندما أهدأ أحس أني أحبه حبا شديدا، ولا أستطيع أن أبتعد عنه، فما الحل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنكم السوء، وأن يمن عليك بحسن الخلق، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يذهب عنكم رجس الشيطان.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأعتقد أن تصوركم لكون العلاقة السابقة قبل الزواج هي السبب في تلك المشاكل وهذا البرود الأسرى غير صحيح، وأنكم نتيجة فشلكم في تحقيق الاستقرار والانسجام النفسي والأسري تعلنون أخطاءكم على شماتة الماضي، وإني لأعرف حالات كثيرة مشابهة لحالتكم، ورغم ذلك تعيش حالة من الانسجام والاستقرار والمودة والمحبة والتفاهم لا نظير لها، فأرجو أن تبحثوا عن حل صحيح لمشكلتكم بعيدا عن هذا الوهم الذي يخيم على عقولكم وتفكيركم.

واسمحي لي أن أطلب منك أنت المبادرة إلى الإصلاح؛ لأن أكثر من 80% من عملية الإصلاح والاستقرار متوقفة عليك شخصيا، واعلمي أن الله سبحانه أخبرنا بقوله: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) [الرعد:11]، فإذا كنت جادة وصادقة في القضاء على هذا المشاكل كلها، وأعتقد أنك فعلا كذلك، فلابد من أن تتخذي أنت الخطوة الأولى نحو الإصلاح، وتأكدي من أن لديك القدرة على ذلك، وأنه مهما كان حجم المشاكل فأنت أقدر الناس على حلها والقضاء عليها.

هذه الخطوة الأولى، وهي أن تبدئي أنت بتغيير نفسك، وهذا هو أهم عامل في الإصلاح، فخذي قرارا شجاعا وجريئا في أن تغيري نفسك، وأن تغيري سلوكك وألفاظك، وكل تصرفاتك التي تساهم في وجود تلك المشاكل وتفاقمها، ولا تقولي بأنك لا تستطيعين، فهذا غير صحيح أبدا، فإن الله قد منحك قدرة غير عادية على تغيير نفسك، ولكن مع الأسف الشديد كانت محاولاتك غير جادة وناقصة.

وهذه المرة أريدك أن تحاولي ولا تطلبي من زوجك أن يتغير أو يساهم؛ لأنني واثق أنك لو بدأت عملية التغيير فسوف تتلاشى المشاكل تلقائيا، وتذهب إلى سلة مهملات التاريخ، وإلى غير رجعة.

فخذي قرارك الشجاع، وابدئي في التغيير، ولا تنطقي إلا بخير، وألزمي نفسك خفض الصوت، وقولي لأعصابك: اسكني واهدئي، واجعلي غرفة نومك جنة أنت أجمل وردة فيها، وقرري احترامه إلى أبعد حد، وتذرعي بالصبر، وقابلي الإساءة بالإحسان، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان، الذي يفسد عليك خطتك، وأكثري من الدعاء، خاصة: (اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي)، وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم، وأنا واثق من أنك سوف تنجحين في ذلك، ولكن لا تتعجلي النتائج، فهذه رسوبيات سنوات طوال لن تذهب أو تزول ما بين عشية أو ضحاها، وكم أتمنى أن تبشرينا بعملية التغيير ونتائجها المذهلة قربيا إن شاء الله.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والإعانة.



مواد ذات صلة

الاستشارات