السؤال
السلام عليكم ورحمته وبركاته
أرجوكم أن تساعدوني على اتخاذ القرار.
أنا ـ والحمد لله ـ فتاة من عائلة محترمة وملتزمة وأحاول الالتزام أكثر، وأريد الزواج من صاحب الخلق والدين الذي يعينني على ذلك، وهدفي في الحياة هو تنشئة أسرة مثل أسر الصحابة رضوان الله عليهم وتربية أطفال أمثال صلاح الدين.
كنت أعمل منذ سنة ونصف في شركة ما، وكان هناك شاب يعمل معي، الحقيقة لا أعرف، لكن منذ أول مرة رأيت فيها هذا الشاب ـ ولا أخفي عنكم ـ شعرت بأنه قريب مني كثيرا، وكانت تعجبني أخلاقه، وهو دين وملتزم، والكل يشهد له بذلك، لكن مشاعري كانت داخلي فقط، وكنت أدعو الله أن يرزقني به كزوج أو بشخص مثله، ولم يكن بيننا عمل كثير ولا يعرف أحد بمشاعري هذه، وهو كان يتعامل معي بشكل طبيعي جدا مع أنني كنت أشعر أحيانا أنه هناك أمر ما، لكنني لا أريد أن أعلق نفسي ولا يوجد شيء ورميت حملي على الله.
وبعد سنة من العمل معا قررت ترك العمل، ولا أعرف كيف أصف لكم حزنه لتركي، لكنه لم يتكلم ولكن بعد خروجي من العمل (ولم يكن بيننا أي كلام أو اتصال) فوجئت بأنه أرسل لي رسالة عبارة عن دعاء بالتوفيق على الموبايل، وقلت أنه مجرد أمر عادي لأننا كنا نتناقش كثيرا بأمور الدين، ولكن المشاعر داخلي موجودة والدعاء مستمر.
وبعد فترة شهر اتصل بي ليعرض علي أن أعمل في شركة هو يعمل بها، وكان كلامه كله غريبا أعني عن بيته وأهله وعمله، وأن تركي للشركة هو أكبر خسارة، وأنهم لن ينسونا أبدا، وأنا وقتها كنت لا أريد العمل، وقلت: ربما بعد فترة، ومرت الأيام وبدأ يرسل برسائل على الموبايل لكن كلها دينية، لذلك أنا لم أفعل شيئا، وكنت أحيانا أرد برسالة دعوية دينية لأنني خفت أنه يفعل ذلك ليعرف شعوري تجاهه.
وعاد وعرض علي العمل، وذهبت لرؤية الشركة، وكانت نظراته غريبة وكلامه غريبا، وكله معناه أنه يحبني، لا أخفي عنك أنني شعرت أن الله استجاب لدعائي لأنني فعلا أحبه، ومن دون أي سبب، وعملت معه في نفس الشركة ولكن لم يكن العمل معه، وليس له دعوة به، لكنه دائم السؤال عني حتى إذا تأخرت أو لم أحضر يتصل ويسأل هل أنت بخير!؟ وأنه قلق علي! بصراحة أنا شخصية قوية وأحب الكلام الواضح والصريح، وكنت أحيانا أسأله: لماذا يسأل عني هكذا!؟ أعني حاولت أن أفتح له المجال للكلام، لكنه خجول ويفكر كثيرا، وأحيانا كنت أقرر أن أترك العمل من كثرة التفكير والانتظار!
وأنا أغلى شيء عندي كرامتي، مع أنني أحبه كثيرا، لكن يجب أن يكون واضحا معي، وصادف أنني أعرف زوجة صديقه وهي صديقة لي، وكنا نتكلم مرة ما، وذكرت أن عرسه قريب، ولا أخفي عنك شعوري، وكيف تمالكت نفسي أمامها مع أنه لا أحد يعرف أنه خاطب، وشعرت أنني سوف أنهار، ولكن هو ما زال مستمرا بنفس طريقة كلامه معي، لذلك وبعد يومين من سماع الخبر قررت أن أبارك له كزميلة، وكيف أنه لا يخبر أحدا؛ لأنني أردت أن أعرف الحقيقة، وفعلت ذلك، وقال كلاما غريبا عن أمور لا يريدها، لكنه ممكن أن يفعلها لكنه لا زال يقاوم، لكنه أنهى كلامه بأنه قال: أنا لست خاطبا، وأريد التكلم معك عن موضوع ضروري وشخصي والذي تقررينه سوف أفعله، لكن في الشغل لا يوجد لدينا وقت أو مكان مناسب للكلام، فاقترحت عليه أن يكون في بيت صديقه؛ لأنني أزورهم دائما، وهذا أفضل، وهو اقترح أن يدعونا لشرب القهوة في مكان عام، لكنني رفضت.
واستمر مسلسل العذاب اليومي معي وكلامه وعدم وجود وقت مناسب وتعلقي به يزداد، لكن ـ الحمد لله ـ لم يحدث أي شيء لا يرضاه الله، حتى إنني من نوع الفتاة التي تخفي مشاعرها حتى لا يشعر بضعفي أمامه، لكن كنت أجعله يفهم أنني أنتظر سماع الموضوع، حتى مرة أرسل لي برسالة معناها أنه يحبني؛ فاتصلت به وقلت أنا لا أقبل هذه الأشياء، أو تتكلم بصراحة، أو أنت زميلي بالعمل ولا أقبل هكذا أشياء، وقال: إن نيته شريفة تجاهي وأنه يخشى الله، لكن ظروفه صعبة، مع أنه لم يخبرني لا بنيته ولا بظروفه، وقلت له هذا، وقال: سأخبرك، حتى إنني وافقت على شرب القهوة معه لأنني بدأت أفقد عقلي!
وفجأة وأنا في العمل أسمع أن عرس هذا الشخص قريب، وأنه مرتبط بابنة عمه، وهذا كما سمعت أول مرة، لكن هذه المرة كانت أقوى، والآن هو يحبني لكن منذ 8 سنوات كان أهله وأهلها يقولون هم لبعض، وهو لم يرفض، لكنها كانت مجرد فتاة جيدة، لكن الآن اختلف الأمر وهو يجد أنني مناسبة له ويريدني لكن أحواله المادية أقل مني، وأنا لا يهمني هذا الأمر.. هو يعتقد ذلك، وهو الآن لا يعرف ما يفعل؟ أعني هل الله سوف يحاسبه لو ترك هذه الفتاة التي تنتظر، لكنه لا يريدها، حتى إنه لا يعترف بخطبتها؟ إذا فعل هذا، فأهله لن يوافقوا علي، وستصبح مشاكل بين العائلتين!
أنا أحبه كثيرا، لكن مستحيل أن أقول له أن يتركها لأنني أيضا أضع نفسي مكانها وألومه؛ لأنه هو السبب وهو يعرف ظروفه، لماذا جعلني أتعلق به وأنا لا أعرف الظرف؟ وقررت ترك العمل؛ لأنني لا أحتمل رؤيته أمامي وهو لن يفعل شيئا، لكن سبحان الله! تغير أمر، وهو أنه حصل تغير بالعمل وأصبح كل عملنا معا، وأنا أموت كل يوم، وهو دائم السؤال: ما حكمة الله من هذا؟ وهل سيتغير الوضع؟ لكنه لا يقول أنه سيفعل شيئا، وأنا لا أريد أن أتعذب أكثر؛ لذلك قررت ترك العمل مع أنني أريد رؤيته دائما، لكن عذابي هنا أكثر ولا أجد عملا آخر! أرجوك ساعدني ما أفعل؟
قررت الاستقالة لعلي أنساه، وهو يتزوج، وأنا حزينة على ابنة عمه، لكنه لا يريدها، أعني عذابها الآن أهون من عذابها بعد، وأنا مقتنعة أنه يحبني حقا لكنه لا يستطيع الارتباط بي، أنا دائمة البكاء ولا أركز في عملي، وأهلي غاضبون مني ولا يعرفون ما بي لأنني حزينة، والله أحبه لكن لا أريد أن أظلم أحدا، وأستخير الله وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، وأتمنى أن يكون من نصيبي.
أرجوكم أدعوا لي.