السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي أخ يصغرني بسنتين، لديه عادة سيئة وهي أنه كلما أخطأ أحد في البيت في كلامه ـ أي يقول على سبيل المثال: رجلي يؤلمني، وطبعا الأصح تؤلمي ـ فهو يسخر من ذلك ويعيد السخرية ويزيد من ذلك! وأصبحت عنده عادة في ذلك لدرجة أني كلما يفعل ذلك أقول له غبي، وذلك بعد أن يكون صبري قد نفد.
وهو أيضا لا يحترم غيره، وليس له أسلوب في الكلام لدرجة أن الجميع في البيت متضايق منه، فهو كلما سألناه سؤالا لا يجيب أو يجيب بطريقة تافهة أو فيها سخرية لدرجة أنه لا توجد به ذرة جدية، فهو دائم الضحك والسخرية والاستهزاء، وأمي تلوم التلفاز وألعاب الفيديو على ذلك، فإنه يقضي تقريبا اليوم كله على التلفاز وألعاب الفيديو، وبالإضافة إلى أنه لا يساعد، وكلما طلبنا منه شيئا قال بعدا بعدا.
وأنا حالته هذه تحزنني كثيرا كثيرا لأني بطبعي اجتماعية وأحب احترام الناس وتكوين الصداقات وعاشرت من الفتيات من يحترمني أكثر منه، ويساعدني أكثر منه لدرجة أني أقول: إذا مات أخي فلن يتغير بحياتي شيء إلا أنها ستصبح أكثر هدوءا وجمالا!
ساعدوني كيف أتصرف معه؟ وكيف أتعامل معه معاملة صحيحة بحيث أقوم سلوكه وهو لا يشعر!؟ للعلم فأنا في الوقت الحالي أجتنبه فلا أكلمه ولا أتعرض له لكي لا يسخر مني وآخذ السيئات بالرد عليه، أرجوكم أفيدوني وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اطلعت على استشارتك بخصوص أخيك وسلوكه في البيت.
ابنتي أرجو أن تعلمي أن أخاك هذا في سن المراهقة؛ لأن عمره الآن 15 سنة، فهو يصغرك بسنتين، وهذه طبيعة الشباب المراهق، يتصرف بلا عقل ولا تدبير، ويتمتع بإثارة الآخرين واستفزازهم؛ لأنه يشعر بأنه تغلب عليهم، فلا يريد أن يبني شخصيته، ولذا كلما ردوا عليه بعنف كلما ازداد فيما هو فيه، وهذه حقيقة قررها علماء النفس، لذا أرى أن يكون التعامل معه كالآتي:
1- المطلوب منكم في البيت أن تتحملوا وتصبروا على تصرفاته، فلا تنفعلوا ولا تهتموا بها، ولا تتجاوبوا معه، فكلما تصرف تصرفا فيه استفزاز لأحد فلا تعيروه انتباها وتشاغلوا عنه، وهذا أمر مهم في العلاج، فسوف يشعر بأنه لا قيمة له في البيت بتصرفاته هذه، وهذا يؤلمه كثيرا، ويجعله يتراجع عما هو فيه .
2- إن استطعتم أن تعاملوه برفق وإحسان وعطف رغم سلوكه فافعلوا؛ لأن الشاب في هذه السن عاطفي جدا، وأقل خبر يؤثر فيه.
3- إن كان له رفقاء من الأهل في سنه، وخيرين، فاتصلوا بهم ليرتبطوا به، ويصادقوه، ويرافقوه، فيملأ وقته معهم، وهذا له تأثير كبير.
4- إن استطعتم الحصول على أشرطة فيديو أو سيدي يحتوي على معلومات إسلامية مصورة، فذلك حسن، فضعوها في البيت في متناول يده من غير أن تطلبوا منه رؤيتها، فحب المعاكسة يمنعه، بجانب ذلك يكون التوجيه بلطف وكلمة طيبة من رجل كبير كأبيه أو أخيه الأكبر، فهذا أيضا له أثره؛ لأنه يخشاه ولا يخشاكم.
فإن استطعتم أن تفعلوا ذلك فهذا شيء طيب، وإن شاء الله بعد وقت قليل سيعتدل.
والله الموفق.