كلما أردت الطلاق لاستحالة التعايش وقفت والدتي في وجهي!

0 486

السؤال

تزوجت زواجا تقليديا وأنجبت زوجتي لي 5، وكانت حياتنا جحيما، وكلما أردت الطلاق لاستحالة التعايش وقفت والدتي في وجهي، وخفت من دعائها وسخطها، والآن أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الحرام؛ لأنني لا أستطيع تشريد أولادي، ولم تقبلني أية امرأة بحجة أنني متزوج، ووالدتي ترفض التدخل لزواجي الثاني بحجة أن ذلك سيشرد أولادي.

أنا الآن في حيرة فلا أستطيع الصبر على الجنس؛ لأن زوجتي لم تعد صالحة للجماع، كما أنها تغلق علي الباب وتنام قبل عودتي! فماذا أفعل؟ كل امرأة أراها أرى فيها رغبتي، أنقذوني فلم أعد أستطيع الصبر!

والله على ما أقول شهيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الموفق بإذن الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعينك على غض بصرك، وتحصين فرجك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا ومخرجا عاجلا يوافق شرعه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن موقف والدتك موقف طبيعي؛ حيث إنها تنظر إلى عواقب الأمور، ولا تريد لأولادك التشتت والضياع، حيث تلحظ أن صور التعدد الماثلة أمامها قد اعتراها كثير من النقص والخلل مع الأسف الشديد، إذ أن بعض المعددين لا يتق الله في أهله وأولاده، ويميل كل الميل لجهة على حساب الأخرى؛ مما شوه صورة هذه السنة المباركة، وجعل الكثير من المسلمين يحاربها حربا لا هوادة فيها أشد من حرب اليهود، وما ذلك كله إلا بسبب سوء التطبيق، ولقد ساهم الإعلام في ذلك مساهمة جعلت المجتمع لا ينكر على الرجل أن تكون له عشيقة أو أكثر، في حين أنهم لا يسمحون بزوجة شرعية واحدة، ومرد ذلك كما ذكرت لسوء التطبيق؛ لذا لابد لك من إقناع والدتك، وإعطائها الضمانات الكافية بأنك لست كذلك، وأنك لن تحل مشكلة على حساب مشكلة أخرى، وقطعا هذا هو دورك وأنت المسئول عنه، فاجتهد في إقناع والدتك، ولا مانع من الاستعانة بمن يؤثر عليها أو يشرح وجهة نظرك بصورة أوضح، وإنني لمست أن والدتك لا تمانع أن تتزوج ولكنها تخاف على عيالك، وهذا أمر أيسر بكثير من رفض الفكرة من حيث المبدأ، فاجتهد في إقناعها، واستعمل أي وسيلة ممكنة شرعا في ذلك، وبين لها خطورة ما أنت عليه، واعلم أنه على قدر صدقك وإخلاصك وحاجتك لحفظ عرضك ودينك سوف يجعل الله لك مخرجا، فإن لم توافق الوالدة الآن فأرى أن تمنحها فرصة، وألا تتعجل، وأن تعلم أن هناك كثيرا من الرجال تموت زوجاتهم ولا ينحرفون، فلا تتعجل غضب والدتك، وأكثر من محاولات الإقناع، واجتهد في الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكرر المحاولات، فإن وصلت إلى طريق مسدود، وعلمت قطعا ويقينا ضعفك عن مقاومة رغبتك في النساء، وأن امرأتك فعلا لا تصلح بحال من الأحوال، فتزوج وتوكل على الله، ولعل أمك أن ترضى عنك عندما تراك لا تضيع أولادك وتحفظهم وتحافظ عليهم.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات