أنا مصاب بوسواس ورهاب عجز الأطباء عن علاجه

0 589

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية والسلام

أعاني منذ سن الرشد أي من ( 32 ) سنة تقريبا من الرهاب الاجتماعي، والوسواس القهري الذي شل حياتي، بسببه تركت فصول الدراسة مبكرا وأنا بعمر ( 14 ) سنة، ومن الهروب من التعليم بصفة عامة ومن مقابلة المجتمع، ومن التمتع بالألعاب الرياضية والفكرية والاجتماعية، وانحرمت اللعب مع أقراني والهروب منهم...إلخ.

أول مرة أطلب فيها الاستشارة من الدكتور النفسي وأنا بعمر 16 سنة، كنت وقتها لا أدرس ولا أعمل، وحاولت بعدها طلب العلاج، ولكن لا يوجد من يعالج في بلدي، إلى أن كبرت وخرجت إلى الخارج لطلب يد المساعدة العلاجية، حيث إن الأطباء الأروبيين قالوا لي: بأن علاجك عند الأطباء العرب.

زرت كثيرا من العواصم العربية مثل دمشق، الدكتور حنا الخوري، والأردن عمان الدكتور وليد سرحان، وتونس الدكتور جمال التركي، والدار البيضاء المغرب، وألمانيا والمجر وإيطاليا، المهم أني لا أطيل عليكم، زرت كثيرا من رجال الدين والشيوخ والمشعوذين بلا فائدة!

استعملت كثيرا من الأدوية مثل 1) البروزاك 2) ريسبردال 1 ملجم 3) سيروكزات 4) توفرانيل 5) الانفرانيل 6) تريبتزول 7) زولوفت 8) فلومكسين، وبعض الأدوية الأخرى.

الوسواس القهري أتعبني جدا جدا في كل شيء، وكذلك الرهاب الاجتماعي وعدم التحدث أمام الناس بشكل عادي.

سمعت أخيرا بأنه توجد عمليات في بريطانيا عمليات جراحية عن الخجل، أي عملية بسيطة يتم فيها عملية لعصب الخجل، وكذلك سمعت عن عملية جراحية عن الفص الأمامي للرأس للذين يعانون من الوسواس القهري.

أفيدوني بالله عليكم بالعلاج، ملاحظة هامة: إحدى الأخصائيات في عمان تعالج بالطاقة والضوء المستقتب قالت لي بأن مرضك هو ( روحاني ) أي لأنني من السلالات الشريفة وأن الشيطان يأتي للناس الشرفاء ليبعدهم عن الدين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الواضح أنك قد ترددت على الكثير من الأطباء النفسيين المعروفين، ونسأل الله لك الشفاء والعافية .

أبدأ بما انتهيت به، وهو بعض الجراحات التي تجرى للفص الأمامي للرأس، هذه الجراحات كانت تستعمل في الماضي، وأول من قام بها هو العالم البرتغالي مونيز، سنة 1938م، وقد ثبت أنها ساعدت بعض الناس الذين كانوا يعانون من أمراض عقلية ونفسية شديدة، ولكن بمرور الوقت وتطور العلم اتضح أن ضررها أكثر من نفعها، كما أنها أوقفت في معظم دول العالم، وذلك لاعتبارات متعلقة بأخلاق المهن الطبية وحقوق الإنسان.

يوجد في بريطانيا مركز في مدينة برمنهام، يقوم بإجراء هذه العمليات في نطاق ضيق جدا، ولكن ليس لمثل حالتك، إنما تجرى للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات شديدة في الشخصية، لا يتم التحكم فيها عن طريق السبل العلاجية الأخرى، فأرجو يا أخي أن لا تعري هذا الأمر اهتماما أبدا، والشيء الذي أراه أنسب لك هو أن تواصل في مواجهة المخاوف والوساوس، وأن لا تستسلم لها مطلقا، كما أن استعمال الأدوية النفسية الحديثة يساعد كثيرا في هذه الحالات، وعلى أقل تقدير يمنع التدهور وتعقيد الحالة.

يعتبر الزيروكسات والفافرين من أفضل العلاجات لهذه الحالة، ولكن بشرط أن يأخذ الإنسان الجرعة المطلوبة، وهي التي يجب أن لا تقل عن 40 مليجراما يوميا في حالة الزيروكسات، و300 مليجرام في حالة الفافرين.

بما أنك قد جربت كل هذه الأدوية، فأرى أن تأخذ علاجا جديدا يعرف باسم سبراليكس، وجرعته هي 10 مليجرامات ليلا، ترفع إلى 20 مليجراما بعد أسبوعين، وتستمر عليها بصورة جادة، ولا تستعجل التحسن، والذي ربما يأتي بعد أربعة إلى خمسة أسابيع من بداية العلاج .

أرجو يا أخي أن لا ترتاد المشعوذين كما ذكرت، وأن تكون أكثر إيمانا ويقينا وتمسكا بدينك، ولا تنس الدعاء، فهو فاتحة للشفاء وإزالة لكل بلاء .

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات