البطء في الدراسة وغيرها وعلاقته بالوسواس القهري

0 494

السؤال

أنا مشكلتي منذ عامين هي أني أضيع الوقت الكثير في التعمق في التفاصيل، فعندما أدرس أستمر لفترة طويلة جدا جدا في التعمق بالمادة وتفاصيلها الدقيقة وفي النهاية لا أنتهي إلا من ثلث المادة! ومع أني ذكي فقد كان معدلي لا ينزل عن التسعينات، أما في التوجيهي فقد حصلت على معدل 85، وكله بسبب التعمق في التفاصيل، فكم حاولت أن أتغاضى عنها ولكن دون فائدة! فإذا لم أتعمق بالمادة أحس بالضعف وعدم الثقة.

وأنا الآن في الجامعة أصبحت عندي حالة استياء وإحباط شديد، أصبحت الآن لا أدرس إلا في الامتحانات ولا أنتهي إلا من ثلث المادة وأحصل على علامات جيدة بالنسبة لدراستي ولكنها سيئة بالنسبة لمستواي العقلي، قد تبدو لك أنها مشكلة بسيطة ولكنها كبيرة جدا جدا! وأنا أتعذب كل يوم، أتمنى أن تعطيني إجابة واضحة، ويكون الحل عندك إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البطء في الدراسة وفي أشياء أخرى ربما تكون عادة قد اكتسبها الإنسان، ولكنه في بعض الحالات يكون جزءا من الوسواس القهري، وهذا يعرف بالبطء الوسواسي، والذي من سماته البطء، والبحث في التفاصيل، وهو يسبب الكثير من الإزعاج والإحباط والقلق لأصحابه، ولكن والحمد لله يمكن التخلص منه، وذلك باتباع بعض البرامج السلوكية، وكذلك بتناول بعض الأدوية المضادة للوساوس.

الطريقة المثالية هي أن تحدد وقتا لتقرأ فيه شيئا معينا، ولا تحيد عن ذلك مطلقا، حتى وإن لم تنته من الجزء الذي تريد قراءته ومراجعته، بشرط أن تقوم بهذا التمرين ثلاث مرات في اليوم على الأقل، وسوف تجد بعد فترة من الزمن، أنه قد أصبح هنالك متسعا بالنسبة لك من الناحية الاستيعابية، وفي الزمن الذي تقضيه في قراءة الجزء الذي تريد أن تطلع عليه.

هذه الوسيلة فعالة، بشرط أن تصبر عليها، فالمبدأ لعلاج نوعية هذه الوساوس هو تحديد الهدف وتحديد الزمن والالتزام به.

هنالك علاج دوائي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناول منه كبسولة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، وسوف يساعدك إن شاء الله في إزالة القلق والإحباط، وكذلك الوساوس، وسوف تجد إن شاء الله فيه الكثير من الخير، علما بأنه من الأدوية السليمة، وقليلة الآثار الجانبية السليبة .

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات