السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تزوجت وقبل أن تلد زوجتي طلقتها لاعتصامها ببيت أهلها نتيجة خلاف بيننا، وأصر أهلي على أن أتزوج خيرا منها ولكنني رفضت.. وولدت زوجتي فراجعتها كيلا أظلم ابنتي وكيلا أكون قد ظلمتها، رغم ما هي عليه من عيوب أرجو الله أن يصلحها، ولكن أهلي رفضوا ذلك محتجين بأني سأعاني الويلات كون زوجتي بسيطة الفهم وقليلة الخبرة وأن أهلها ليسوا ممن ينصحونها وفيهم بعض العادات التي لا يحبها أهلي وأنا معهم في بعض هذه العادات إلا أني أصل أهل زوجتي ولا أقطعهم إكراما لها ورجاء أن يصلحها ذلك، واليوم أهلي راضين عني ولكن على مضض ولم يقبلوا لحد الآن أن تزورهم زوجتي التي ترغب في إرضائي وتعتذر لهم وأجد صعوبة في القيام بواجب أهلي والسؤال عنهم إذ إنهم يميلون إلى الإعراض عني دون أن يظهروا ذلك، وأن في قلبي لحسرة إذ أرجو رضاهم، فهل أخطأت بإرجاعها دون إذنهم؟ وهل هناك ما يمكن أن ينصح به لنوال رضاهم؟ وهل من كلمة لهم في هذا الموقف؟
وجزاكم الله خير الجزاء
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أمجد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كان الله في عونك، وسدد خطاك، ووفقك الله للصواب، وأرضى عنك والديك، وأصلح لك زوجك، إنه جواد كريم .
أخي أمجد
أهلا وسهلا بك، ومرحبا بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، واعلم أخي أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر والتحمل وسعة الصدر، فأنت بين نارين، نسأل الله تعالى أن يطفئهما، وأن يجعلها بردا وسلاما عليك، وأوصيك أن تجتهد أنت شخصيا في إرضاء والديك وبرهما وزيارتهما، ولا تتوقف عن ذلك مهما شعرت منهم بعدم الرغبة، واجتهد في الإحسان إليهما، ولا تذكر زوجتك أمامهما خلال هذه الفترة، حتى تهدأ هذه العاصفة، ولا تصحبها معك الآن أيضا، واجتهد أنت في وصلهما وبرهما وزيارتهما، ولا أرى أنك أخطأت في الرجوع وإن كنت أخطأت في عدم شرح وجهة نظرك لهما، وإقناعهما بذلك، وعموما قدر الله وما شاء فعل، فالأمر قد فات وزوجتك الآن في بيتك، ولم يعد هناك مجال للندم، وإنما عليك بالاجتهاد في إصلاح عيوب زوجتك، وإياك أن تؤنبها على ما حدث بينك وبين أهلك، حتى لا يؤدي ذلك إلى مزيد من الكراهية، وإنما حبب أهلك إليها وأخبرها بأنهم يسلمون عليها، وأنهم لا يكرهونها شخصيا، إلى غير ذلك من الكلام الذي يبعث المحبة والمودة، وإن شاء الله مع الأيام سوف تعود المياه إلى مجاريها، بأخذك بالنصائح التي ذكرت مع الدعاء والإلحاح على الله بصلاح الحال، وأقول لوالديك : لا تكونا سببا في عذاب ولدكم، وكونوا عونا له على بركما، والإحسان إليكما، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله والدا أعان ولده على بره) والتمسوا العذر، وساعدوه على أن يصحح أخطاءه وأن يكون سعيدا.