عناد المراهقة وأسلوب تربيتها

0 548

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي الفاضل، عندي بنت عمرها الآن 18 سنة، ضعيفة في دراستها، صراحة هي الوحيدة التي أتعبتني، عندي 6 أبناء: 3بنات، و3 أولاد، وهي رقم 2، الأول ولد والحمد لله.

ما عندها اهتمام بغير قصص الحب والغرام، أمام التلفزيون، وحب المكياج والشعر والبشرة، لا هم لها بالدراسة، وراسبة سنتين من قبل، لا هم لها في دين، ولا تحب حضور مجالس الذكر والقرآن، ودائما أدعو رب العالمين لها بالهداية والصلح والزوج الصالح الذي يسعدها ويستر عليها وتنشغل ببيتها وأولادها بعون الله.

بنتي حنونة علي وعلى الجميع ولكن لا تعتبرني صديقتها وقريبة منها، أعاقبها دائما بأن أقاطعها ولا أكلمها، وأرجع أكلمها ولكن... لا فائدة! الله يعينني على تربيتها عسى الله يهديها ويصلح شأنها، ما الرأي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن المربية الناجحة تلتقط الإيجابيات وتبني عليها وتنبه بلطف على السلبيات وهذا مقتبس من الهدي النبوي حين قال لابن عمر رضي الله عنه: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) فكان ابن عمر بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا.

ولا شك أن هذه المرحلة التي تمر بها هذه الفتاة تحتاج لاهتمام وعناية مع ملاحظة التغيرات التي تحدث لها نفسيا وجسديا، ومن الضروري اتخاذها صديقة وملاطفتها واحترام رأيها وقرارها ثم مناقشتها حول السلبيات بهدوء ولطف بعد اختيار الأوقات المناسبة، وتغليف تلك التوجيهات بجرعات كبيرة من العطف والحنان.

وإليك بعض النصائح الهامة في هذا المجال: -

1- أرجو أن تكثري وتواصلي الدعاء والتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- من الضروري أن تربي أولادك على مراقبة الله والخوف منه فإننا نخطئ حين نقول لأبنائنا: (عيب، الناس أيش يقولون) لأن هذا يغرس شجرة النفاق ويربي الأبناء على مراقبة الناس وليس رب الناس والعياذ بالله، وطبعا من السهل على الإنسان أن يختفي من أعين الناس ويفعل ما يريد، وقد ينزع ثوب الحياء فلا يبالي برؤية الناس، لكن التربية على مراقبة الله في السر والعلن تعين الإنسان على الاستقامة والثبات (( إن الله كان عليكم رقيبا ))[النساء:1].
3- الابتعاد عن المقارنات السالبة فلا تقولي: أولادي ناجحون إلا أنت، ولا تقولي: أخوك ممتاز وأنت راسبة، فإن هذا يغرس شجرة الحسد والكراهية في نفوس الأبناء، ولكن الصواب أن نقول: فلان ممتاز في دراسته وأنت عطوفة على والديك، ونعم الرجل فلان لو كان يصلي، ونعمت الفتاة أنت إذا زاد اهتمامك بدروسك وطاعتك لوالدتك.

4- لا تذكري ما عندها من سلبيات أمام الناس، ولا تظهري الشكوى من ممارساتها أمام الجارات حتى لا تهون عندها المخالفات وتتحطم شخصيتها أمام الزميلات.

5- اختاري الأوقات المناسبة لنصحها وضعي يديك في يدها أو على رأسها وأنت تقدمين لها إرشاداتك، وأرجو أن لا تكون كثيرة ومتتابعة.

6- اتخذي معها أسلوب الحوار واتركي لها حرية القرار، واذكري لها ما تعرفينه من سلبيات صديقاتها، واطلبي منها البحث عن الطيبات ومصادقة الصالحات، وخوفيها من عقاب رب الأرض والسماوات.

7- قبل أن تقدمي على العقوبة لابد من التدرج من السهل إلى الصعب، ولا تطبقي أي عقوبة إلا بعد معرفة آثارها عليها، وإذا قررت معاقبتها فلا تتراجعي بسهولة، أو تحاولي محو آثار العقوبة بسرعة، لأنها سوف تعرف أنك ستعودين لطبيعتك بعد قليل، وهذا يشجعها على التمادي والعناد.

8- الاعتدال في تربيتك العاطفية والعدل بينهم في المعاملات والنظرات والقبلات والاهتمام.

والله ولي التوفيق والسداد!

مواد ذات صلة

الاستشارات