كثرة الأسئلة عن الله عند الطفل

0 320

السؤال

لي ابنة عمرها 5 سنوات كثيرا ما تسألني عن الخالق سبحانه وتعالى وتقول من خلقه؟ كيف يرانا؟ هل له أم؟ وأجيبها بأن هذه الأسئلة حرام، فكيف أتعامل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عايد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن كثرة أسئلة الطفل دليل على ذكائه مستقبلا بإذن الله، والمربي الناجح يحسن الاستماع ويوفر لطفله العناية والاهتمام، وذلك من خلال التجاوب معه والثناء عليه مع ضرورة الإقبال عليه بالوجه.

وعندما تتعلق الأسئلة بالخالق سبحانه فإن من واجبنا أن نعظم الخالق في نفس الطفل ونبين له أن الله هو الوهاب الرزاق الخالق المبدع، وأن عقولنا قاصرة عن الإحاطة بعظمته، وأنك سوف تكبرين وعندها سوف تعرفين الإجابات الكاملة عن هذه الأسئلة وغيرها، وأرجو أن تجتهد في تعليمها سور القرآن وخاصة سورة الإخلاص التي فيها صفة الرحمن وفيها الإجابة المختصرة عن هذه التساؤلات، وبهذه الطريقة سوف تنجح في توجيه هذه الطاقات والاستفادة منها في حفظ كتاب الله الذي هو أصل الأصول، وبالقرآن نستطيع غرس العقيدة الصحيحة في نفوس أطفالنا.

ولا مانع من شغل الطفل بأشياء مفيدة، وهذا سوف يقلل من كثرة الأسئلة، ولا يترك آثارا سلبية عليه، ولكن الخطأ عندما نقول له اسكت لا تتكلم، توقف عن الأسئلة، وذلك لأن الطفل يستفيد جدا من الإجابات التي يسمعها وتنطبع في ذهنه؛ لأن هذه المرحلة من أهم مراحل العمر، وحب الاستطلاع والرغبة في اكتشاف الأشياء من وسائل تنمية المهارات واكتساب الخبرات.

وإذا كنت مشغولا فيمكن أن تطلب منها تأجيل الأسئلة أو تطلب منها مساعدتك في ترتيب أوراق أو حمل أشياء أو ترسلها للسلام على والدتها وسؤالها عن طعام الغداء، وبهذه الطريقة لا تشعر أنك تريد أن تصرفها وتشغلها أو ترغب بالهروب منها.

وأرجو عدم القسوة عليها، وعدم اعتبار هذا الأمر مشكلة خاصة إذا كانت تسمع كلامك؛ لأن بعض الناس إذا حضر الأقارب يقول هذا طفل مزعج كثير الأسئلة وهذا خطأ بالطبع، وحاول دائما أن تأخذ زمام المبادرة وتحدد لها برنامجا للحفظ وتعلم الأشياء المفيدة.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات