السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي أني تعلقت بفتاة تدرس معي منذ 4 سنوات، حيث أصبحت دائما في خيالي، ومنذ فراقي لها لم أعد أستطيع القيام بواجباتي الدينية، ولم أعد قادرا على النوم! حيث إن نفسي تحدثني بأن أتصل بها، وصورتها ترافقني حتى في الصلاة!
أرشدوني، يرحمكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن العاقل يشغل نفسه بما خلق له، ويعرف فلاحه وفوزه في عبادته لله، وحرصه على طاعته، وقد مدح الله أهل الإيمان فقال: (( والذين آمنوا أشد حبا لله ))، ومن علامات حب الله اتباع الرسول، والسير على خطاه (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ))، ومن لم يشغل نفسه بالخير والحق شغلته نفسه بالغفلة والباطل.
والمسلم مأمور بغض بصره، وحفظ فرجه، قال تعالى: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ... ))، وإذا حفظ الإنسان بصره استطاع أن يحصن فرجه، وسعد بعد ذلك بطهارة النفس وراحة البال، أما إذا أطلق بصره فإنه يتعب نفسه، وقد لا يحصل ما يريد، فتكون الحسرة والندامة، وأحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائدا *** لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ولا شك أن وجود المرأة إلى جوار الرجل في قاعات الدراسة وأماكن العمل أفقد كثيرا من شبابنا غيرته وسعادته، وتسبب في تدني مستوى الأداء التعليمي والوظيفي، وقد بدأ العقلاء من الكافرين ينادون بالفصل بين الجنسين، وهذا هو ما جاءت به شريعتنا العظيمة، فالإسلام دين يباعد بين أنفاس الرجال والنساء، ويجعل صفوف النساء المفضلة في الصلاة هي أبعدها عن الرجال، ونسأل الله أن يبرم لأمتنا أمر رشد وهدى.
وهناك أشياء سوف تعينك -بإذن الله- على التخلص مما أنت فيه:
1- أشغل نفسك بذكر الله وطاعته والاستغفار.
2- تجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد.
3- سارع إلى طلب الحلال، وإذا كان بالإمكان التزوج من تلك الفتاة فحسن.
4- حاول أن تنتقل إلى مكان آخر؛ حتى تنسى ذكريات الماضي.
5- إذا تذكرت محاسن تلك الفتاة، فاذكر عيوبها ونقائصها.
6- تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، فقد تكون تلك الفتاة ليست مقدرة لك، وقد يكون ميلها إلى رجل آخر.
7- واعلم أن النساء كثيرات، وأن العبرة بصلاح الدين، فاظفر بذات الدين تربت يداك، واجعل رغبتك في ما عند الله، ونوصيك وأنفسنا بتقوى الله.
والله ولي التوفيق والسداد.