السؤال
السلام عليكم.
أنا سيدة متزوجة ولي 3 بنات وولدان، والحمد لله البنت الكبرى متزوجة ومستقرة مع زوجها، والبنت الصغرى مصابة بضعف سمع شديد فتحتاج إلى رعاية زائدة، والحمد لله هي في مدرسة عادية وطبيعية بسبب اهتمامنا الخاص لها، والبنت الوسطى ذكية جدا وتدرس في الجامعة سنة 3 هندسة، ومتدينة والحمد لله، ولكن مشكلتي معها أنها عنيدة جدا منذ صغرها، فعند طلبها لشيء يجب أن تحصل عليه حالا، وإلا تستمر بالإلحاح المستمر ولا تتعب! وممكن تضرب عن الذهاب للدراسة وهكذا!
وبسبب طيبة قلبي وحناني الزائد أرضخ لطلبها وألبيه لها، وهي دائما تغار من أختها الكبيرة المتزوجة والصغيرة فمن صغرها إلى الآن وتتهمني بحبي لها أكثر منها، وهذا غير صحيح فأنا أحبهم كلهم، وألبي طلباتهم مهما كانت، وعايشة هي على هذه المعتقدات.
والآن حدث خلاف بينها وبين جدها ـ وهو أبي ـ على قناة تلفزيون ( موضوع تافه ) غضبت وخرجت وقامت بالسكن عند عمتها في بيت جدها ( أهل أبيها ) وترفض أن تكلمني، وقامت باتهامي بأني لا أحبها ولا أهتم بها...إلخ، وهي لا تحبني، ولا تريد العيش معي، ولا تريد مواجهتي، ولا تحب أهلي، ولا تريد رؤيتهم!
وهذا كلام غير صحيح فأنا أحبها مثل أخواتها، فبالفترة الأخيرة اشتريت لها لاب توب، وأدخلتها ناديا رياضيا للتخسيس لأنها سمينة جدا، وأشركتها مع الدايت سنتر للوجبات الصحية، واشتريت لها أغلى الملابس، ودائما أسأل عنها إذا تأخرت في الجامعة، ولكن طبيعة عملي تجعلني مشغولة أرجع البيت متأخرة في الساعة 4 - 5 مساءا، فأكون مجهدة وهذا كله حتى أوفر لهم حياة كريمة ومرفهة.
وأنا أريد منها الرجوع للبيت، ولكنها عنيدة، والكل كلمها وأرشدها ولكن قلبها قاس، لكن هي فيها صفات جيدة، لكن إذا عاندت تكون صعبة، وهذه المرة أنا لم أذهب لها خصيصا لأرجعها ولكنها لما تراني لا تسلم علي وتتجاهلني! وأنا جدا تعبانة ودمعتي لا تقف وأدعو الله أن يصلحها، أرجوكم ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك لتربية أبنائك، ومساعدة ابنتك في التخلص من عاداتها الغير مقبولة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي من عرضك لتصرفات ابنتك الوسطى أنها ضحية لتربية غير مسئولة منذ صغرها، حيث أن هذا العناد عادة ما يكون سببه الإفراط في التدليل، وتلبية جميع طلباتها، مما يترتب عليه اكتساب هذا السلوك الشاذ في بقية مراحل عمرها كما يحدث لابنتك الآن.
وما يؤسف له أنها دخلت مرحلة عمرية يصعب معها توجيهها بسهولة ويسر، حيث أن مرحلة المراهقة من أهم خصائصها التمرد والعناد، وعدم الانصياع لتعليمات الأسرة، وهذا مما يجعل مهمتك أكثر صعوبة، وتحتاج إلى مزيد من الصبر والنفس الطويل، لذا أرى أنك في حاجة إلى تغيير طريقة تعاملك معها، والتي من أهمها عدم إظهار الاهتمام الزائد بها، وإشعارها بأنه من الممكن تجاهلها، وحاولي إخفاء انزعاجك من تصرفاتها ومن عنادها، وأشعريها بأنك قد تغيرت، وأن تصرفاتها بالنسبة لك لا تثير أي اهتمام منك، ولكن ليس معنى هذا مقاطعتها أو هجرها، هذا ليس صحيحا، وإنما لابد لك من إشعارها بأنك لا تكرهينها، وأنك تحبينها وتتمنين سعادتها، ولا تنتظري منها أن تطلب مساعدتك، وإنما بمجرد شعورك بأنها في حاجة إليك، فسارعي وبدون تردد في مساعدتها، وحاولي ضمها إلى صدرك، وغمرها بقبلاتك وعطفك وحنانك، وبيني لها أنك لا تكرهينها، وإنما تكرهين تصرفاتها، وحاولي مساعدتها لتغيير نفسها، والتخلص من هذه الحالة، فهذا أمر سهل بالنسبة لها لو كانت صاحبة إرادة قوية ولديها الاستعداد للتغيير، فإذا لم يكن لدى الإنسان الاستعداد للتغيير فلا يمكن لأحد أن يغيره، أما إذا عزم وصمم فسيعان على ذلك بإذن الله، ولا تنسي أعظم وأهم وأخطر سلاح ألا وهو سلاح الدعاء، فإنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وأن دعاء الوالد أو الوالدة لولدها لا يرد.
مع تمنياتنا لكم جميعا بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.