نصائح لشاب عزب يعاني هم القروض والنفقة على أهله

0 404

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر قرابة 26 عاما، الحمد لله لا أدخن ولا أشرب القهوة حتى، وأحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه في كل شيء، وضعي هو كالآتي:
أنا أعمل بوظيفة جيدة براتب جيد جدا، إلا أنني أعيل أهلي منذ أن تركت الجامعة إلى الآن، وراتبي أرسل نصفه إلى أهلي والنصف الآخر موزع على معيشتي وأجرة بيتي، وفي يوم جاء موعد زواج أختي ولم أكن أملك مالا، فاضطررت للاقتراض من البنك لأني لم أجد من يسلفني المبلغ، إذ إنه كان كبيرا (10 آلاف ريال)، وهناك خرجت الأمور عن السيطرة، فاضطررت لاقتراض (10 آلاف) أخرى من البنك، فأصبح ضغط المصاريف علي كبيرا والمال الذي كنت أضعه لمعيشتي أصبحت أسدد به القرض، مع أني لا أحب القروض ولكني اضطررت لكيلا أشعر أهلي بأني أتعب في إعالتهم وتوفير ما يشتهون.
وأنا مؤمن بالله أتقيه وأذكر نفسي دائما بقول الله: (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ))[الإسراء:23]، ولكني الآن أصبح عمري قرابة (26) سنة ورصيدي في البنك لا شيء، وليس فقط (لا شيء)، بل وقرض أيضا، وأنا أعيش غربة لوحدي، وبدأت أشعر بالملل والوحدة الشديدة؛ إذ إني أعيش لوحدي.
فأرجو منكم النصيحة، وهل أنا على صواب فيما أقوم به أم لا؟
والله ولي التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المبارك / آزر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية نسأل الله أن يكثر من أمثالك في المسلمين، في برك لأهلك، وإحسانك لوالديك، ونرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، واعلم أخي رحمك الله أن ما تقوم به من رعاية أهلك، والإحسان إليهم، والنفقة عليهم من أجل الأعمال وأعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه جل وعلا، وأسأله تبارك وتعالى أن يتقبل ذلك منك خالصا لوجهه الكريم، إلا أنني أرى الأمر يحتاج إلى نوع من الترتيب والتنظيم، خاصة بعد هذه الديون، ونظرا لأنك مقبل على مرحلة زواج لابد من الاستعداد لها؛ لأنك في سن تستحق أن تفكر في الزواج منذ فترة طويلة، بل ويكون لك أولاد، لذا أنصح بالآتي:

1- التعاون فيما بينك وبين أهلك بتخفيض نفقتك ونفقتهم أيضا، وأخذ هذا الفائض وسداد الديون به أولا، خاصة أنها من الربا المحرم الذي ما كان يليق بمثلك أن يقع فيه مهما كانت الظروف، فتب إلى الله منه، واخصم شهريا من حصتك وحصة أهلك مبلغا معقولا سدد به الديون أولا.

2- هذا المبلغ نفسه بعد سداد الديون قم بحجزه وإيفائه كنوع لمشروع الزواج الذي لابد منه، حتى تعالج هذا الملل، وتلك الوحدة الموحشة، وتؤسس أسرة مسلمة تكون عونا لك على طاعة الله، وتغير نمط حياتك.

3- لابد من مفاتحة الأهل في هذا الموضوع بلا حرج ولا خجل؛ لأنك إن لم تفعل هذا فسوف تتوقف مستقبلا عن كل شيء، ولن يجدو لا قليلا ولا كثيرا، وعليهم أن يخفضوا نفقاتهم، وأن يشعروا بظروفك، وأن يساعدوك بضغط نفقاتهم وتقليلها ما دام يمكن ذلك، وأنت كذلك عليك بتقليل نفقاتك إلى أدنى حد حتى تتمكن من جمع شيء يمكنك الزواج به، وبهذا التعارف ستظل القافلة تسير بعناية الله، ولن تتوقف؛ لأنها كلها في مرضاته.

4- أكثر من الدعاء والاستغفار والتوبة، فإنها مفاتيح الفرج.

5- سل والديك الدعاء، فإن دعاءهما لا يرد، مع تمنياتي لك بالتوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات