السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في المرحلة الجامعية، أعاني من الشعور بالوحدة والكآبة إلى درجة كبيرة، حاولت تكوين بعض الصداقات، وبصعوبة وبعد تردد صارت لي صديقات، ولكني لا زلت أشعر بأني غير قريبة منهن إلى درجة الصداقة، فأنا لا أقدر أن أفتح قلبي لأحد لأني إن فعلت لا أجد من يفهمني فأصاب بالإحباط، وهذا حصل معي كثيرا في الماضي، زميلاتي يشعرن أني غريبة الأطوار، وربما قاسية وغير ودودة، على الرغم من أني أخاف أحيانا أن أبدو ضعيفة وحساسة أمام الآخرين؛ مما يدفعني لمحاولة الظهور بمظهر عديمة الإحساس.
ربما أكون فعلا عديمة الإحساس؛ لأني لا أفهم زميلاتي وطريقة تفكيرهن ولا أهتم بذلك، فقد يئست من أن أكون جزءا ينتمي فعلا للعالم، كل شيء حولي من مشاكل الناس وحياتهم أراها أمامي كتلفزيون، كشيء عجيب أتأمله ولا دخل لي فيه.
رغم إصراري على الوحدة إلا أني أخافها خوفا شديدا وأكرهها، تنتابني نوبات بكاء دائما بسبب شعوري بالوحدة، وبأني غير مقبولة لدى أحد شكلا أو مضمونا، عرفت رجالا كثيرين عبر الأنترنت ولكني لم أكن أفعل ذلك بدافع إشباع الرغبة الجنسية، حيث لم أكن أقيم علاقات مع من يرغبون في كلام الحب والجنس، بل من يكلمني كصديقة عادية أو أخت أو ابنة، أعرف أن لذلك مضار، وأنا ألمسها، وذلك في شعوري بالمزيد من الوحدة، حيث أن لهؤلاء الأشخاص الذين أتعرف عليهم حياة خاصة وعالما آخر ومشاغل يهتمون بها غيري، وأنا لا أمثل لهم إلا جزءا صغيرا يبدأ بفتح الكمبيوتر وينتهي بإغلاقه.
أشعر بالسآمة من البنات، أشعر أن الرجال يتكلمون بمنطقية أكثر، ويستمعون أكثر، ولا يتصرفون بشكل مزعج ولحوح، لا أمل لي في الزواج لأسباب عائلية، وإن جاءتني فرصة زواج فعلى الأغلب سأرفض؛ لأني لا أريد أن أعيش مع رجل غريب لا يفهمني كما يحصل مع الكثيرات! أو ربما يهينني أو يضربني أو يهملني، وكل ما أتمناه هو إنسان يسمعني ويفهمني وأكون محور حياته ويكون محور حياتي، لكنه حلم بعيد المنال إلى حد الاستحالة! أرجو أن أجد لديكم قبسا من نور يضيء دربي ويرشدني إلى الخلاص من هذا الشعور القاسي بالوحدة والاكتئاب.