السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلتي بدأت منذ عدة سنوات، فأنا شاب انطوائي، ولا أحب التجمعات، أستطيع الجلوس لأيام من دون أن أكلم أحدا. أصبت في الماضي بفشل كلوي، وخلال فترة المرض كنت أقضي ساعات طويلة وحدي بسبب عدم القدرة على الحركة، وكان الجميع يحاول تركي وحيدا، وذلك من باب ((عدم إقلاق راحتي)).
وبعد أن أجريت عملية زراعة الكلى لم أعد أستطيع الخروج من عزلتي، إذا ما جلست مع أحد فإنني ألتزم الصمت، أو بالأصح لا أجد ما أقوله، بعكس عندما أكون وحيدا حيث تنهال الأفكار كالسيول! وهذه السيول لا تقف إلا عندما يدخل أحد، عندها ألزم الصمت مجددا.
حاولت الذهاب إلى طبيب نفساني لكن كل يوم أقول غدا، ومؤخرا ظهرت أعراض جديدة، وهي التعلثم في الكلام مع أشخاص أعرفهم جيدا؛ لكنهم من خارج العائلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على سؤالك.
في البداية، نحمد الله كثيرا على نجاح عملية زراعة الكلى، وهذا يجب أن يكون محفزا لك في أن تعيش حياة طبيعية مليئة بالتواصل والانسجام، وبعيدا عن العزلة.
أود أن أوضح لك يا أخي أنك مصاب بدرجة متوسطة من الاكتئاب النفسي، وفي الغالب بدأت معك في وقت الفشل الكلوي والمعاناة المرتبطة به، كما أن الاكتئاب الذي أصابك فيه شيء من الرهاب أو الخوف الاجتماعي البسيط.
أرجو يا أخي أن تكون أكثر إيجابية في تفكيرك، وأن تلجأ لوسائل محاربة الانطوائية، خاصة الوسائل المحببة إلى النفوس، مثل الجلوس في حلقات التلاوة، وزيارة الأهل والأصدقاء في المناسبات وعطلة نهاية الأسبوع، ولا بأس من ممارسة بعض أنواع الرياضة، ولكن يفضل أن يكون ذلك بعد التشاور مع طبيب أمراض الكلي.
بما أن للاكتئاب النفسي أسبابا كيميائية وبايلوجية، فسأقوم بوصف علاج لك يعرف باسم (بروزاك)، أرجو أن تتعاطاه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، وذلك لمدة ستة أشهر، وستجد إن شاء الله فيه خيرا كثيرا، علما بأن هذا الدواء من الأدوية السليمة، ولا يؤثر على وظائف الكلى.
وبالله التوفيق.