كيفية التعامل مع الطفل العدواني

0 879

السؤال

عندي طفل عنده سنتين تقريبا وهو دائم الضرب لابناء خالاته وعماته وشديد العدوانية مما يسبب لي الإحراج معهم ورغم ضربي له إلا أنه لا ينتهي عن فعله فهو دائم التحفز لضرب الآخرين بمجرد رؤيتهم أو غفلة أهلهم عنهم ولو للحظة قصيرة فماذا أفعل معه؟ أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / إبراهيم الهواري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،      وبعد:

بداية نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدي ولدك، وأن يبارك لك فيه، وأن يعينك على تربيته تربية صالحة تسعدك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم .

وأما بخصوص مشكلة طفلك المتمثلة في رغبته العدوانية، وضربه لأقاربه، فيجب أن تعلم بداية أنه لا يدل على كونه حالة مرضية تستحق العلاج، حتى وإن كانت ملفتة للنظر وتدعو إلى الاهتمام، فاختلافه عن أقرانه أمر متوقع (غالبا) لتفاوت الأطفال في نموهم العقلي والجسدي والاجتماعي، وإنه إذا ما عبر عن غضبه في صورة سلوك عدواني، فلا يجب النظر إلى ذلك على أنه سلوك تدميري، بل العكس، فهذا العدوان يعتبره كثير من علماء النفس والتربية مظهر من مظاهر الإيجابية، وكم كنت أتمنى أن أشرح لكم الأسباب المؤدية إلى هذه المشكلة، ولكن المقام لا يتسع لذلك، ولذا سوف أكتفي بذكر بعض طرق العلاج، فمن هذه الطرق:

1- على الوالدين أو الكبار عموما ألا يستخدموا العقاب البدني، كوسيلة لإيقاف السلوك العدواني لدى الطفل، فالغضب الذي يتم كبته خوفا من العقاب لابد وأن يتراكم ويشتد، حتى يصل إلى الانفجار في صورة عدوانية تدميرية، فالرجاء التوقف عن الضرب فورا .

2- عليكم ضرورة تفهم الأسباب التي تدفع الطفل إلى العدوانية، فمعالجة الأسباب تؤدي إلى تلاشي هذه العدوانية، أو على الأقل تقليل احتمال حدوثها، فقد يكون السبب نتيجة مرض معين، أو نتيجة لنشاط وطاقة زائدة تحتاج إلى تصريف، أو نتيجة للشعور بالنقص والدونية، أو الإحباط، أو الاكتئاب، أو الكبت، أو حب التملك، أو الرغبة في إظهار القوة، أو بدافع المنافسة، أو تأثرا بعوامل وراثية، أو سلوك تربوي في المنزل، أو ضيق المنزل حتى لا تتاح له فرصة اللعب والحركة والنشاط، وهنا يجب بحث حالته النفسية مستقبلا إن استمر على هذه الوتيرة.

3- يجب عليكم أن تقوموا بضبط السلوك العدواني، أما بالإثابة (التعزيز) عندما يأتي الطفل بموقف يخلو من العدوانية، يتفاعل فيه الطفل مع صديق أو قريب له بشكل جيد، فتمدحه على حسن تعامله مع صديقه، ونقدم له إثابة ومكافأة كالمديح اللفظي، أو أي شيء آخر يحبه، أما إذا قام بسلوك عدواني يستوجب الحزم، فيمكن لكم استخدام أسلوب العزل لبعض الوقت على أن تكون فترة قصيرة، ويفهم أن هذا بسبب هذا الخطأ، ويكون هذا قدر الاستطاعة وفي حدود فهمه وإدراكه.

4- عدم مواجهة أي نوع من أنواع العنف والعدوان بالنوع نفسه من السلوك، فلا ينبغي ضربه أو معاقبته بدنيا، وإنما ينبغي مواجهته عن طريق استخدام أساليب التوجيه والإرشاد، وإتاحة الفرصة أمامه لإشباع حاجاته في وقتها المناسب.

5- أن تستمعا إليه إذا جاء شاكيا من اعتداء أحد عليه، حتى تقوما بعملية التفريغ النفسي؛ لأنه بذلك يشعر براحة نفسية تصرفه عن أي سلوك عدواني .

6- لابد أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين على أسلوب التعامل مع الطفل، وأن تتخذا موقفا واضحا ومحددا من هذه السلوكيات الشاذة أو غيرها؛ لأن التناقض في الأساليب التربوية تخلق مواقف محبطة تؤدي إلى المشكلة.

7- أي إفراط في عقاب الطفل ذي النزعة العدوانية قد يؤدي إلى ازدياد الدافع لديه للعدوان .

8- عدم القسوة على الأبناء، أو تدليلهم على نحو مبالغ فيه، حيث أن القسوة واللين الزائدتين تفسدانهم، وتنميان عندهم العداوة الزائدة، وسرعة الغضب .

9- عدم الاستجابة الفورية لتلبية حاجات ورغبات الطفل تحت الصراخ أو البكاء .

10- عدم الإكثار من التدخل في أعماله، أو تحديد حركاته، أو إرغامه على الطاعة العمياء، أو التعرض لأدوات لعبه، أو حبسها عنه فترة طويلة.

11- عدم الاستهزاء به، أو السخرية منه، أو تخويفه، وإنما دعوه يعبر عن نفسه بنفسه .

12- تشجيعه على ممارسة أي نوع من النشاط الحركي، الذي يتفق مع سنه، دون ممارسة أي نوع من الضغط .

13- عدم تركه وحدة لمشاهد العروض التليفزيونية، التي تتسم بالعنف والعدوان، وإنما لابد من مساعدته؛ لكي يميز بين العنف الواقعي، والعنف الخيالي الذي يشاهده، مع ضرورة العناية باختيار ما تتم مشاهدته قبل عرضه؛ لأنه سيؤدي حتما مع كثرة المشاهدة إلى تقمص هذا السلوك .

14- وأخيرا وهو الأهم: الإكثار من الدعاء له بأن يصلح الله أحواله كلها، وأن يخلصه من تلك النزعات العدوانية الغير مرغوبة، وأن يعينكم على تربيته تربية صالحة .

15- يحسن بكم الاطلاع على بعض المراجع المتعلقة بالتربية والسلوك، وهي كثيرة جدا ومنتشرة في المكتبات، وفيها معلومات تربوية ونفسية واجتماعية مفصلة، وأساليب علمية ناجحة، تفيدكم في تحقيق هدفكم، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد، ولولدكم بالهداية والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات