السؤال
والدتي دائما تثير المشاكل لأسباب غير مهمة، تحب الثرثرة بغير داع؛ مما يجعلني سريعة الغضب، ودائما تضايق الآخرين عند زيارتهم لها، وأي شيء أعمله في البيت تنتقدني أمام الآخرين، فما هو الحل برأيكم؟
وشكرا.
والدتي دائما تثير المشاكل لأسباب غير مهمة، تحب الثرثرة بغير داع؛ مما يجعلني سريعة الغضب، ودائما تضايق الآخرين عند زيارتهم لها، وأي شيء أعمله في البيت تنتقدني أمام الآخرين، فما هو الحل برأيكم؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ H حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إن الله وزع الأخلاق كما وزع الأرزاق، والفلاح للمؤمن أن يزكي نفسه ويطهرها باتباع هدى هذه الشريعة التي شرفنا الله بها، ثم يسعى في إصلاح غيره بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجتهد في إصلاح الأخلاق الفاسدة، أو تغيير مجاريها لتكون في مكانها المناسب، وأنت مأمورة بالإحسان لهذه الوالدة والبر بها، ومن برها احتمال الأذى والصبر على تصرفاتها، وعدم إظهار التضجر؛ لأن الله ينهانا عن مجرد كلمة (أف) وفيها إظهار للضجر وعدم الرضا، وكما قالت أمنا عائشة: (ما بر أباه من أحد إليه النظر عند الغضب).
اعلمي أن غضبك لا يساعد في حل المشكلة بل قد يعقدها، فالوالدة لا تزال تعتقد أنك صغيرة، فاحرصي على ملاطفتها وتجنب ما يغضبها، ولست أدري هل هذه الصفة قديمة في الوالدة أم هي أحوال حادثة؟ وأرجو أن نبحث عن السبب لهذه التصرفات؛ فإن من أهم وأقصر طرق العلاج الوصول إلى أسباب المرض، وإذا عرف السبب بطل العجب، فاحرصي على رصد وتحديد الأشياء التي تسبب كثرة الثرثرة وافتعال المشاكل، وقد تكون هذه الأشياء غير مهمة من وجهة نظرك لكنها عند الوالدة مهمة.
قد يكون الآخرون هم السبب بكثرة زياراتهم أو تدخلهم في أمور لا تعنيهم، أما انتقادها لك فهذا رد فعل طبيعي لغضبك من تصرفاتها وكلامك معها، ولذا أرجو أن تغيري طريقة تعاملك مع الوالدة، وسوف تجدين معاملة مختلفة بحول الله وقوته.
نوصيك بكثرة الدعاء للوالدة، واحترام رأيها وإنزالها منزلتها، وتطييب خاطرها، كما أرجو أن تقدري عامل السن فإن الإنسان إذا كبر تغيرت فيه أشياء كثيرة، وقد يصعب على الكبار في السن التعامل مع الأجيال الجديدة، ولكن واجب الشباب احتمال تصرفات الآباء والأمهات.
يؤسف الإنسان أن يقول: إن بعض الناس إذا تعلم أو نال وجاهة ورفعة ومالا يتحرج من تصرفات والديه، ويحب ألا يظهروا أو يتكلموا أمام الناس حتى لا يقال: إن والده كذا أو والدته كذا، ولكن العاقل لا يقدم على رضا والديه شيئا بعد عبادته لله وطاعته له سبحانه، ومن طاعته سبحانه الإحسان إلى الوالدين.
والله ولي التوفيق والسداد.