السؤال
أعاني منذ أكثر من ثلاثين عاما من حساسية جلدية خارجية وحكة جلدية:
1- على الساعدين.
2- على ظهر القدمين.
3- وما بين الفخذين، إلى درجة أن تبلغ شدتها ظهور اللحم الحي على ظهر القدمين أو خروج الدم.
وقد استشرت أطباء كثيرين في هذا المرض، ولا زلت أعاني منه، وهأنا أستعمل حبة كلارتين (أمريكي الصنع) يوميا منذ أكثر من خمس، وما زلت أستخدمها ولا فائدة منها.
علما أن ساعدي يدي فيهما جفاف واضح؛ لأنني أستعمل الصابون كثيرا (أكثر من 20 مرة في اليوم، وذلك بسبب الهلوسة، وشدة النظافة)، وأحيانا بعد الحمام تصبح يدي بيضاء ويبقى ذلك أكثر من ساعة، ونصحني أحد الأطباء بدهن يدي قبل النوم بالفازلين (انجلترا).
علما بأن بشرتي دهنية، حيث إن شعري يكون فيه مساء طبقة دهنية كثيفة، مع أنني أغسله يوميا صباحا مرة أو مرتين، وأستخدم له (شامبو) خاصا يرمز له بأنه ضد الشعر الدهني، وكما أحيطكم علما أنني منذ أكثر من خمس سنوات يكون عندي منطقة في جسمي أحكها حكا شديدا حتى يخرج منها الدم، مثلا في الركبة أو في ظاهر القدم أو بين الفخذين أو على البطن، وتستمر هذه شهورا حتى تنتقل إلى المنطقة الثانية.
وهأنذا أتشجع بالكتابة إليكم، وقد استشرت أطباء مختصين في سوريا والإمارات وسلطنة عمان ولم يقدم لي أي شيء! وأعتقد بعد ذلك -ومن خلال خبرتي ومشاهدتي لمرضي- أنه ليس حساسية من غذاء أو ما شابه ذلك، خاصة أن والدي كان يعاني من هذه الأمراض الجلدية.
أرجو مساعدتكم والتفضل بتقديم العلاج؛ لأنني تشجعت عندما رأيت عرضكم، ولعل الله تعالى يجعل الشفاء لي على أيديكم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الدكتور/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تقتضي الدقة أن تذكر التشخيص الذي ذكره لك الأطباء الذين عاينوك وفحصوك؛ لأن المشاهد أقدر على الحكم من المتخيل، خاصة وأنك تعاني منذ سنين، ولم يفدك حتى المعاينون من الأطباء في أجزاء مختلفة من العالم.
يبدو لي والله أعلم أن ما تشتكي منه هو الأكزيما البنيوية، ولتشخيصها يفضل -بعد رؤيتها ولو بصورة- أخذ خزعة جلدية من الموضع المريض، وعيار الغلوبيولينات المناعية إيي (Ige)، كما أن وجود قصة عائلية حرضية تحسسية (كما ذكرت عن والدك) يدعم التشخيص، فإن ثبت التشخيص أنه أكزيما بنيوية، فنتابع ونقول:
الأكزيما البنيوية هي مرض مزمن تحسسي، يدوم مع الإنسان بنسب متفاوتة حسب العوامل المهيأة.
العلاج:
1- يجب تجنب العوامل المحرضة على ظهور هذه الحساسية، مثل تجنب كثرة استعمال الصابون (كما تفعل خطأ)، ويجب معالجة جفاف الجلد إن وجد، ويجب الابتعاد عن الألبسة غير القطنية، وكذلك الأشياء الاصطناعية التركيبية ...الخ.
2- استعمال مضادات الهيستامين، مثل الكلاريتين أوالزيرتيك أو التلفاست بانتظام في الفترة الأولى، وعند التحسن تؤخذ عند اللزوم.
3- استعمال المضادات الحيوية قد يقلل من الجراثيم التي تلعب دور المحرض والمهيج للمناعة.
4- إن ثبت التشخيص ولم يكف ما ذكرنا، فقد تستطب الكورتيزونات الجهازية (بالفم أو العضل).
5- هناك بعض معدلات المناعة، مثل (السيكلوسبورين إي) قد يفيد، ولكنه مرتفع الثمن، ولا يعطى إلا تحت إشراف طبي كامل .
وأخيرا: يجب أن يتم كل ذلك بشيء من التروي، ومتابعة طبيب الأمراض الجلدية المختص، واتباع نصائحه، والرضا بالواقع وبالتعليمات، ولو كان ذلك صعبا، فمرض كهذا يحتاج دراسة وصبر ومتابعة، وتحت إشراف طبي كامل، خاصة وأنه مزعج ومعاند.
وبالله التوفيق.