السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا أعاني من التفكير في كل شيء، وأحب الإتقان في كل الأشياء، وأعاني من بطء في أثناء الدراسة، وأتطرق لأمور دقيقة غير منظورة، وأحب الحق والعدل والصراحة والتفكير في أمور غير محدودة؛ فهل هناك أدوية منبهة قليلة الأضرار.
ماذا أفعل؛ علما أني متفوق دراسيا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محفوظ عبد الله .. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. وبعد:
جزاك الله خيرا على سؤالك، أرجو أن أؤكد لك يا أخي أنك بحمد الله غير مريض، وكل ما بك أن شخصيتك تحمل سمات الشخصية الوسواسية ذات الطابع الإيجابي، ونحن نعرف جيدا أن حبك للإتقان والدقة يجعلك دائما على درجة عالية من اليقظة النفسية، مما قد ينتج عنه بعض القلق إذا لم تنجز الأمور بالصورة التي تريدها.
أنصحك - أخي الكريم - أن تحاور نفسك وتحاول إقناعها، بأنه لابد أن نقبل الهفوات، وبعض التقصير في حياتنا، ونحن لسنا مطالبين بالكمال، فالكمال لله وحده، وأود أن أكون أكثر صراحة معك، وأطالبك بأن تقبل ببعض الفوضى في حياتك، خاصة فيما يتعلق بالتدقق والتأكد والترتيب، وإعادة مراجعة ما تقوم به من أعمال صغيرة كانت أو كبيرة.
أما بالنسبة لحبك للعدل والحق والصراحة، فهذا شيء جميل، وهو دليل على حسن الخلق وسمو الضمير لديك، وهي ميزة تلازم الكثير من الذين يحملون سمات الوساوس الإيجابية، كما هو في حالتك، وفي هذا السياق أوصيك بعدم الشعور بالذنب حين تتعرض لمواقف لا تكون مريحة لك ضميريا.
بالنسبة للأدوية : نعم هنالك أدوية فعالة وممتازة لعلاج الوساوس، حيث يعتقد أن هنالك اضطراب في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، ومن هذه المواد : المادة التي تعرف بـاسم (السيروتونين)، وأود أن أرشح لك العقار المشهور والمعروف باسم (بروزاك)، وجرعته هي 20 مليجرام بعد الأكل، ولمدة شهر، يمكن أن ترفعها لـ40 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
وهناك عقار آخر يعرف باسم (فافرين)، وجرعته من 50 - 200 مليجرام يوميا، ومن الضروري أن يؤخذ بعد الأكل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.