ما سبب صراخ الطفل وبكاؤه أثناء النوم؟

0 1117

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أم لطفل عمره ثلاث سنوات، وهو كثير الحركة طوال النهار، وفي الليل أحيانا يصرخ ويبكي في منامه، وأحيانا يستيقظ وهو يبكي ويصرخ وأحاول تهدئته، ولكنه يضربني ويزيد في البكاء والصراخ، وزوجي يصرخ عليه ليسكت، وأنا أقول له أنه نائم ولا يدرك ما تقول له، ولكن الولد يسكت بعد ذلك ويبكي بصوت غير مسموع.

وكذلك إذا أخذ منه أحد الأطفال لعبته أو أي شيء ينكر عليه ذلك ويصرخ فيه ليأخذ لعبته، وإذا لم يعطه أخذ يصرخ ويبكي ويقول لي أن أحضر له هذا الشيء من الطفل الآخر، أفيدوني كيف أتصرف معه في هاتين الحالتين؟ وهل صحيح إذا ضربه أحد أقول له: اضربه، أم ما هو السلوك الصحيح حتى يتبعه وفي نفس الوقت لا يكون جبانا لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلمي أن طفلك كالنبتة في مثل هذا الحقل يحتاج لأن تشعريه بمزاياه ورعايتك وتمارسي ذلك بهمة ونشاط، وتربية الأطفال ليس بالشيء السهل، والتعامل مع أطفالنا ومشكلاتهم أمر يطول أمده والتخطيط له والمعاناة في سبيله، وأنا لا أريد أن أنزل من معنوياتك، ولكن أبعث فيك روح التفاؤل والصبر للتعامل مع طفلك، وأنت في بلاد الغربة بعيدة عن المعونة والمشورة من أهلك وأسرتك.

ومشكلة طفلك التي تتكلمين عنها تسمى بالفزع الليلي أو الرهاب وهي جراء اللعب وكثرة الحركة طول النهار، فأثناء النوم بالليل يستيقظ ويصرخ باستمرار ولا يتوقف حتى عند حضور الأم، وأحيانا يبدو في حالة غير واعية وعيا كاملا، ومسألة تحديد استيقاظه ليلا بعد نومه تحتاج منك إلى ملاحظة دقيقة، فهل هو يستيقظ عطشا أم ألما أم مجرد قلق وخوف من كوابيس؟ وهل يصرخ صرخات غريبة بلا استجابة لتهدئتك له؟ وكم مرة تتكرر هذه المسألة على مدار الأسبوع؟ هل في كل الليالي أم كل فترة؟ فكل هذه الأسئلة مهمة بالنسبة لك حتى تقودك إلى الحل الأفضل.

وبالنسبة لزوجك فأنا أنصحه أن يرفق على طفله ولا يصرخ عليه، فالطفل في هذه السن محتاج إلى الحنان والرفق والعطف، فهو بحاجة إلى وجود الأب والأم بجواره، عندما يستيقظ ويصرخ حاولي أن تذهبي إليه بهدوء وطمأنينة واحتضانه بلا قلق وتلبية طلبه إن كان له طلب، والإمساك بيديه حتى يهدأ، وإذا ضربك فهو لا يقصد إيذائك وإنما يريد أن يدافع عن نفسه في مواقف حدثت له أثناء اليقظة في النهار، حاولي أن تنامي بجواره وأفهميه أنه بجوارك حتى يهدأ، وكل ذلك برفق ومراعاة لخوفه، واشغليه بقصة لطيفة أو شيء يساعده على النوم مرة أخرى.

ولكي تطمئني أكثر على صحة ولدك فلابد من عمل رسم مخ له؛ لأنه قد يكون عدم انتظام الكهرباء في دماغ الطفل، وهذه تختفي تدريجيا مع العلاج إن شاء الله تعالى، واعلمي أن هذا الأمر يستغرق منك وقتا لتعديل وتغيير ما اعتاده طفلك، وملئه بالأمان الذي يطرد مخاوفه ويزيلها إلى غير رجعة بإذن الله تعالى.

أما في ما يخص أخذ اللعب منه وينكر على الآخرين فهذا ما يسمى بحب التملك وهذه غريزة في الإنسان، والطفل يشعر بميل شديد إلى الملكية حتى ولو كان تافها، وهنا يأتي دورك ـ أختي الفاضلة ـ كمربية، وتبصير طفلك بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية، وإفهامه بأن الله تعالى يراقبه وكذلك ضميره، ويجب أن يعيد حقه بهدوء وبأدب دون أن يلجأ إلى البكاء والصراخ فهذا من صفات المنهزمين.

أما عن الدفاع عن النفس فلابد أن تعلميه لطفلك، ولكن بأسلوب حسن، وأحيانا لا يحتاج إلى أن يرد على غيره إذا ضربه ولكن إذا اقتضى الأمر فيرد على ذلك، ولكن حاولي أن تفهميه أن الطفل المتخلق الذي لا يرد الكيل كيلين بل يسامح ويعفو فالعفو والصفح من صفات الأقوياء.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات